تخيل أنكَ يمكنك التجوّل بالكامل في مدينة خلال دقائق معدودة، وتُعد رغم صِغر مساحتها مركزًا دينيًا وتاريخيًا يقصده الملايين كل عام؟ نعم، نحن نتحدث عن أصغر دولة في العالم، تلك التي تُثبت أنّ العظمة لا تُقاس بالحجم، بل بالتأثير والمكانة في هذا المقال سنأخذك في جولة سريعة للتعرّف على هذه الدولة الفريدة، موقعها، ومساحتها، وأسرار تميّزها عن باقي دول العالم

نبذة عن دولة الفاتيكان

مدينة الفاتيكان التي تُعرف باسم دولة مدينة الفاتيكان، هي أصغر دولة من حيث المساحة في العالم تأخذ شكل شبه إهليلجي في قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التي تُحيط بها من جميع الإتجاهات ويفصلها عنها أسوار خاصّة، تبلغ مساحتها حوالي 0.49 كم مُربع ويُقارب عدد سكّانها 850 نسمة فقط وعليه فهي تُعتبر أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكّان، تبرز أهميّة دولة الفاتيكان من كونها تضم مجموعة من المعالم الدينيّة التي تتبع للديانة المسيحيّة، كما أنّها تُعتبر الحكومة المركزيّة للكنائس الكاثوليكيّة الروميّة من حول العالم وهذا ما أدّى إلى تميّزها بأنّها مُستقلة استقلالاً كاملاً عن أي سُلطة.

التركيبة السكّانية

يصل العدد التقريبة لسكّان دولة الفاتيكان إلى 800 نسمة بحسب تقديرات عام 2021 وهم المُواطنين الفعليين في المدينة من رجال الدين الذين يعملون كمسؤولين في الفاتيكان كدولة أو في الكنيسة الكاثوليكيّة بالإضافة للحرس، بينما يُشكل نحو 3 آلاف الأيدي العاملة من أصول إيطاليّة الذين يُقيمون خارج دولة الفاتيكان، أمّا دين الدولة الرسميّ فهي الكاثوليكيّة واللغة اللاتينيّة هي اللغة الأكثر استخدامًا.

طبوغرافيّة الفاتيكان

تتأثر الفاتيكان بالجُغرافيا الإيطاليّة التي تُحيط بأرضها ولكنّها تقع على تلّة بسيطة بالقرب من نهر التيبر، وقد استمدت اسمها من إحدى الهضاب الصغيرة كانت تُسمى الفاتيكان ولم تكن هذه الهضبة ضمن قائمة الهضاب السبع التي تنقل التقاليد الإيطاليّة أنها مهد مدينة روما الحديثة، بُنيت على هضبة الفاتيكان كنيسة صغيرة على اسم القدّيس بطرس من ثُمَّ بُنيت كاتدرائيّة القدّيس بطرس في القرن السادس عشر، وحدائق الفاتيكان وغيرها من المعالم الأخرى، وعند الحديث عن مُناخها يُمكن القول بأنّه يتأثر بتعاقب الفصول خلال السنة، حيث يُعتبر فصل الشتاء مُعتدلاً نسبيًا مع ارتفاع في درجات الحرارة صيفًا ويصل مُتوسط درجات الحرارة في شهر كانون الثاني إلى 7 درجات مئويّة أمّا في شهر تموز يصل مُتوسط الحرارة إلى 24 درجة مئويّة وتهطل الأمطار غالبًا في الفترة الزمنيّة بين شهر أيّار مايو إلى شهر أيلول سبتمبر كما يُعتبر كلاً من شهريّ تشرين الأول وتشرين الثاني أكثر الشهور التي تهطل فيها الأمطار.

العيش في الفاتيكان

في حقيقة الأمر، الإنضمام إلى حاملي جنسيّة الفاتيكان ليس أمرًا سهلاً كما يعتقد البعض، فالقواعد في البلاد صارمة جدًا في منح الجنسيّات، فجميع تلك الأمور تقع تحت مسؤوليّة البابا أو سلطته ولا يتم إلا بموافقته كما أنَّ الحصول على جنسيّتها بمُجرد ولادة الشخص فيها أمرًا صعبًا، إلّا أنّه يُمكن الحصول على الجنسيّة الفاتيكانيّة من خلال العمل فيها إو ربما إشغال منصب ما وهذا الأمر جعل لدى الفاتيكان تنوّعًا في مواطنيها من الإيطاليين والأرجنتينيين، والسويسريين، لكن بمُجرد انتهاء فترة العمل تُصبح الجنسيّة غير صالحة.

أبرز المعالم في دولة الفاتيكان

1- كاتدرائيّة القدّيس بطرس

كاتدرائيّة القدّيس بطرس، هي أكبر كنيسة في العالم، استغرق بناؤها ما يُقارب 150 عامًا تقريبًا، وشارك في تصميم تفاصيلها أهمّ الفنّانين في العالم من أمثال، برنيني، مايكل أنجلو، ويُمكن للكاتدرائيّة استقبال 20 ألف شخص إلى جانب وجود الكنيسة السيستينيّة ومتحف الفاتيكان الشهير اللذان يحتويان على أكثر القطع الفنيّة المشهورة في العالم.

2- ساحة القدّيس بطرس

منطقة السّاحة هي من أبرز معالم الفاتيكان بالإضافة إلى القصر الرسولي الذي يشمل مجموعة من المباني المُنفصلة منها سكن البابا وقاعة الإجتماعات الرسميّة ومكتبة الفاتيكان والمتاحف والأرشيف، كما أنَّ للساحة شكل بيضاويّ كبير بقطر يصل إلى 240 مترًا صمّمها جان لورينزو برنيني وفيها أيضًا الجدرا الذي يتألف من رِواق طويل بأربعة صفوف من الأعمدة الإغريقيّة وتحتوي الساحة على 284 عمودًا على شكل 4 صفوف ويوجد فيها 140 تمثالاً للقدّيسين وملائكة ويبلغ كل عمود 3.2 م من الإرتفاع وفيها المسلَّة التي تمَّ وضعها في مُنتصف الساحة عام 1585.

3- حدائق الفاتيكان

تم إنشاء حدائق الفتيكان في عصر النهضة والباروك عام 1279 وهي مُزيّنة بنوافير وتماثيل، فضلاً عن كونها تحتوي على العديد من الينابيع تحت الأرض، إلّا أنّها غير مُستخدمة منذ العام 2009، وتُعتبر من أهم المعالم السياحيّة التي يُمكن للسّائح التمتّع بها وتُغطّي أكثر من نصف أرض الدّولة ويجد داخلها بعض المباني كإذاعة الفاتيكان وبعض الحدائق والمُنتزهات.