السفر هو من أمتع التجارب التي نخوضها، فهو يمنحنا فرصة لاكتشاف أماكن جديدة والتعرّف على ثقافات مختلفة، لكنه قد يُشكّل تحديًا لصحتنا إذا لم نُحسن الاهتمام بأنفسنا خلال الرحلة، فالتنقّل المستمر، وتغيّر المناخ، واختلاف العادات الغذائية، بالإضافة إلى قلّة النوم أو الإجهاد، كلّها عوامل قد تؤثر سلبًا على الجسم وتضعف المناعة، ومن هنا تأتي أهمية الالتزام ببعض العادات الصحيّة البسيطة، مثل شرب كميات كافية من الماء، واختيار أطعمة متوازنة، والحصول على قسط من الراحة عند الحاجة، الحفاظ على صحتك أثناء السفر لا يضمن لك فقط شعورًا أفضل، بل يساعدك أيضًا على الاستمتاع بكل تفاصيل رحلتك دون معاناة من الإرهاق في هذه الفقرة، سنستعرض مجموعة من النصائح المهمة التي تُمكّنك من الإعتناء بصحتك والبقاء في أفضل حال خلال مغامرتك.

التحضير المُسبق للأمور الطبيّة

التحضير المُسبق للأمور الطبيّة قبل موعد السفر يُوفر الوقت والحجهد ويُساعد في الحفاظ على صحته بشكلٍ أفضل من خلال إجراء المُراجعات الطبيّة اللازمة سواء أكانت لعيادة طبيب الأسنان أو للطبيب المسؤول عن مُتابعة الحالة الصحيّة للفرد، فضلاً عن ذلك يجب تحضير حقيبة طبيّة مُتكاملة تحتوي على العلاجات الضروريّة والروتينيّة، وبعض الإسعافات الأوليّة البسيطة بكميّات تُغطي احتياجات الفرد أثناء السفر وبوجود الوصفات الطبيّة الخاصّة إذا دعت الحاجة لذلك، ويجب التنويه إلى ضرورة أخذ اللقاحات الضروريّة لتجنّب الإصابة بالأمراض المُنتشرة في بعض الدول مثل الكبد الوبائي، الملاريا والمطاعيم التي تدعم مناعة الجسم.

الإنتباه للطعام والشراب

من المُهم الحرص على شرب كميّات وافرة من الماء النظيف لتجنّب الإصابة بالجفاف خاصةً في حال السفر للأماكن الحارّة، فضلاً عن ضرورة التأكد من نظافة الطعام قبل تناوله من خلال اختيار الطعام الصحّي الذي يُقدّم طعامًا ساخنًا أو الأطعمة المُعلبة أو الجافّة وتجنّب الشراء من المحال المكشوفة التي تبيع الطعام في الشارع أو التي تُقدم باردًا أو دافئًا نظرًا لإرتفاع احتماليّة احتوائه على الجراثيم، كما يجب تجنّب تناول الخضار والفواكة المُقطّة مُسبقًا ويُحبذ اختيار الأنواع المحميّة بقشورها كالموز والبرتقال زيُفضل شراؤها مُعاينتها من قبل الفرد نفسه.

تجنّب قرصات البعوض والحشرات

تتسبب قرصات البعوض والحشرات بنقل العديد من الأمراض مثل الملاريا وحمّى الضنك وهي من المشاكل التي لا يُمكن التقليل من شأنها خاصةً عند السفر صيفًا أو التواجد في مناطق رطبة واستوائيّة نوعًا ما ويُمكن التقليل من فرصة التعرض لهذه الحشرات ولسعاتها من خلال استعمال المُستحضرات الجلديّة الطاردة للحشرات وتطبيقها على كامل مناطق الجلد المكشوفة وتجديدها بعد الإغتسال أو بعد السباحة أو بعد التعرّق الشديد بالإضافة إلى تغطية الجلد بالملابس خاصةً عند النوم، علاوةً على ذلك يجب اختيار أماكن النوم التي توفرّ شبكات حماية على الأبواب والنوافذ لتجنّب البعوض والحشرات واستعمال الناموسيّة عند النوم.

تجنّب شرب المشروبات الغازية والكافيين بشكلٍ مُفرط

من المُهم الإنتباه لما تتناوله من مشروبات فالإفراط في شرب المشروبات الغازيّة أو تلك التي تحتوي على الكافيين قد يؤثر سلبًا على صحتك وراحتك، فالجدير بالذكر أن هذه المشروبات قد تؤدي إلى الجفاف خاصةً أثناء الرحلات الجويّة الطويلة وتُسبب اصطرابات في النوم أو مشاكل في الهضم مما يؤثر على نشاطك واستمتاعك بالرحلة، كما أن الكافيين الزائد قد يزيد من التوتر أو القلق عند بعض الأشخاص، لهذا السبب يُنصح بالإعتدال في تناول هذه المشروبات والإستعاضة عنها بالماء والعصائر الطبيعيّة.

تحرّك في الممرات أثناء الرحل الطويلة

الجلوس لساعاتٍ طويلة في الطائرة دون حركة من شأنه أن يؤدي إلى شعور مُزعج بالتعب والخمول وقد يزيد من احتماليّة الإصابة بتجلطات في الدم خاصةً خلال الرحلات الطويلة من هُنا تأتي أهميّة التحرّك في الممرات ما بين الحين لاوالآخر وتمديد الساقين أو القيام ببعض التمارين البسيطة أثناء الجلوس، فهذه الخطوة تُساعدك على تحريك الدورة الدموية، والتقليل من التورّم وتحسين الراحة العامّة خلال الرحلة.

أخذ قسط كافٍ من النوم

الحصول على قسط كافٍ من النوم قبل وأثناء السفر يُعد من أهم العوامل التي تضمن لك رحلة مُريحة وصحيّة فالنوم الجيّد يُساعد على تجديد الطاقة ويُحسّن من تركيزك ومزاجك، وبالتالي يُقلل من الشعور بالتعب والإجهاد الناتج عن التنقل والإختلاف في المناطق الزمنيّة، فقلة النوم من شأنها أن تؤدي إلى ضعف المناعة وصعوبة التكيف مع البيئة الجديدة مما يؤثر سلبًا على استمتاعك بالرحلة، لذا احرص على تنظيم وقتك بحيث تحظى بفترات نوم مُنتظمة وكافية.