تأخر النمو الجسدي عند الأطفال من أكثر الأمور التي تُقلق الأهل، خاصةً عندما يلاحظون أنّ طفلهم لا ينمو أو يزداد وزنًا وطولًا مثل أقرانه، فالنمو ليس مجرّد تغيّر في الشكل الخارجي، بل هو انعكاس لصحة الطفل وتغذيته ونمط حياته، في هذا المقال، سنتعرّف معًا على علامات تأخر النمو الجسدي عند الأطفال، وأبرز الأسباب التي قد تؤدي إليه، إضافةً إلى طرق التعامل الصحيحة لمساعدة الطفل على النمو السليم بخطوات بسيطة وفعّالة

ما المقصود بنقص النمو عند الأطفال؟

يُعرف نقص النمو بأنّه الحالة التي يكون فيها وزن الطفل أو مُعدّل اكتساب وزنه أقل بكثير مُقارنةً بأطفال آخرين من نفص الجنس والفئة العمريّة، والجدير بالذكر أنَّ نقص النموّ لا يُعدّ مرضًا أو اضطرابًا بحد ذاته فقد يكون مؤشرًا على احتماليّة مُعاناة الطفل من نقص في التغذية فمُعظم الأطفال ينمون بسرعة وتزداد أوزانهم خلال السنوات الأولى من حياتهم، فالوزن يزداد منذ الولادة وحتّى أربعة شهور بمعدل الضعف ومع حلول العامّ الأول يصل وزنه إلى ثلاثة أضعاف وعليه يُمكن القول أنَّ الطفل يُعاني من نقص النمو إذا لم يتغيّر وزنه على هذا النحوّ، كما أنّه في بعض الأحيان قد يبدأ النموّ بشكلٍ سليم لكنّه يتباطأ لاحقًا وقد يتأثر الطول أيضًا مع مرور الوقت.

أعراض تأخر النموّ عند الأطفال

• يكون لدى الأطفال المُصابين بتأخر النموّ بعض أشكال التقزّم أذرع أو أرجل غير مُتناسبة بشكلٍ طبيعيّ مع جذعهم ( وهو الجزء الرئيسيّ من الجسم الذي يحتوي على الصدر والبطن والحوض والظهر).
• يُمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الثيروكسين إلى فقدان الطاقة، الإمساك، جفاف الجلد، وجفاف الشعر وصعوبة البقاء دافئًا فقد يكون لدى الأطفال الذين يُعانون من انخفاض مستويات هرمون النموّ ملامح وجه تجعلهم يبدون كأنهم أصغر من عمرهم بشكلٍ غير طبيعيّ.
• تأخر في الوصول إلى مراحل هامّة مثل التدحرج والجلوس والزحف والمشي وقد يُواجهون أيضًا صعوبات في المهارات الحركيّة الدقيقة.
• صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون أو مُواجهة مشاكل في القراءة والكتابة أو يُواجهون مشاكل في المهارات الإجتماعيّة.
• قد لا يتمكّن الطفل من زيادة الوزن أو فقدانه حتى مع التغذية السليمة.
• إذا كان تأخر النموّ ناتجًا عن مرض مُعدِ في المعدة أو الأمعاء فقد يُعاني الأطفال من وجود دم في البُراز أو الإسهال أو الإمساك، قيء أو الغثيان.

ما أسباب عدم نموّ الطفل بشكلٍ طبيعيّ؟

1- مشاكل في الغدد الصمّاء

جهاز الغدد الصمّاء هو الجهاز المسؤول عن تنظيم إنتاج وتوزيع الهرمونات في جميع أنخاء الجسم، ويُمكن لمشاكل الغدد الصمّاء أن تؤثر في إنتاج هرمون الغدّة الدرقية وهو أحد الهرمونات الهامّة لنمو الطفل يُمكن أن تؤثر أيضًا في الغدّة النخاميّة في الدماغ المسؤولة عن إنتاج هرمون النمو.

2- تقييد النمو داخل الرحم

تُعتبر هذه المشكلة من المشاكل الخلقيّة التي لا ينمو فيها الجنين بمعدله الطبيعيّ في أثناء وجوده في رحم الأم وهي سبب شائع لتأخر النموّ عند الأطفال فيما بعد.

3- الإضطرابات الوراثيّة

بعض المتلازمات الوراثيّة ترتبط بتأخر النموّ ومنها مُتلازمة تيرنر وداون وهُناك أيضًا أمراض عظام مُختلفة تؤثر في الطول والنمو ويُعتبر العديد منها وراثيّة ومن أكثرها شيوعًا الودانة وهو نوع من أنواع التقزم يكون فيه ذراعا وساقي الطفل قصيرتين بما يتناسب مع طول جسمه.

4- التاريخ العائلي

قد يكون مُعدل نموّ الطفل أبطأ من الأطفال الآخرين في نفس عمره إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب قصير القامة نتيجة عوامل وراثيّة

5- تأخر النموّ البنيوي

عادةً ما ينمو الأطفال المُصابون بهذه الحالة بمُعدل طبيعيّ لكن طولهم أقصر من المُتوسط يُمكن أن يتسبب تأخر النموّ البنيوي في أن يكون نضج العظام بمُعدل أبطأ من عمر الطفل هذا أيضًا يجعل الأطفال أكثر عرضة لمرحلة البلوغ في وقتٍ متأخر عن الأطفال الآخرين في العمر ذاته لكنهم عادةً ما يلحقون بالأطفال البالغين.

6 - الفشل في النموّ

هذه الحالة تحدث عندما ينمو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات بشكلٍ أقل من المُعدلات المتوقعة في الوزن والطول وعادةً ما يكون سببها مشكلة في التغذية أو ربما سوء التغذية

علامات تأخر نموّ الطفل من 1-3 سنوات

• لا يستطيع المولود رفع رأسه إن كان نائمًا ولا يستطيع لف جسده بعض الشيء إن كان مستلقيًا على ظهره
• في الشهر الثالث لا يتواصل الطفل مع من يُلاعبه لا يلتفت نحو الصوت والضوء، ولا يرفع رأسه جيدًا ولا يستطيع التحكّم به .
• في الشهر الرابع لا يضع الأشياء في فمه ولا يستطيع رفع نفسه والتحرّم.
• في الشهر الخامس لا يستطيع التحرّك في أثناء النوم لا يثني رقبته ولا يستطيع الجلوس حتى مع مُساعدة الوسائد ولا يتقلّب أو يتدحرج على السرير.
• بين الشهر السابع والتاسع لا يتحكّم في رأسه وثباته ولا يتحكّم في هيئة الجلوس.
• في الشهر العاشر لم يبدأ الزحف أو الحبو أو بدأ بهمها لكنه غير مُتزن ولا يستطيع التحكّم بساقيه ويديه أو بإحداهما بعد.
• بعد تمام العام الأول لا يستطيع حتى بمساعدة، أو يمشي بضعف شديد وليس لديه أي ثقة لم يستطع التكلّم بأي كلمة ولا يُردد الكلمات الصغيرة.
• بعد تمام العام الثاني يقع بشكلٍ مُتكرر، يمشي بعدم اتزان ويكون غير قادر على الإمساك بالأشياء الصغيرة ولم يستطع التكلم بعبارات مفهومة.
• في بداية العام الثالث وثولاً لتمامه لا يستطيع استخدام الدرج صعودًا ولا هبوطًا حتى مع المُساعدة ولا ينمو طولاً ووزنًا بطريقة جيدة ومُلائمة ولا يزال كلامه غير مفهوم.
• يبدو الطفل أصغر من زملائه في الفضل وعادةً ما تظهر غالبية الأعراض عند الأطفال بعد سن الخامسة.
• التطوّر البطيء للمهارات الجسديّة مثل الجلوس والوقوف والمشي بجانب تأخر المهارات الإجتماعيّة والعقليّة.
• يكون حجم ذراعيّ الطفل أو ساقيه غير مُتناسب مع حجم جذعه وهي من أبرز العلامات التي تُشير إلى التقزّم عند الأطفال.