عَوز هرمون النمو عند الأطفال؟ دليل الوالدين
يتناول المقال أسباب وأعراض عوز هرمون النمو عند الأطفال، ويقدّم إرشادات للوالدين حول التشخيص والعلاج المبكر لدعم نمو الطفل بطريقة صحيّة وسليمة
قد يُفاجأ بعض الأهل عندما يخبرهم الطبيب أنّ طفلهم يعاني من عوز في هرمون النمو، خاصة إن كان يبدو بصحة جيّدة من الخارج، لكن هذا الهرمون هو المفتاح الذي يساعد الجسم على الطول وبناء العضلات والعظام بشكل سليم، وعندما يقلّ إنتاجه، قد يتباطأ نمو الطفل تدريجيًا دون أن ينتبه الأهل في البداية في هذا المقال، سنرافقك خطوة بخطوة لتتعرف على ما هو عوز هرمون النمو عند الأطفال، وكيف يمكن ملاحظته مبكرًا والتعامل معه بطريقة صحيحة لضمان نمو طبيعي وصحّة أفضل لطفلك
ما هو هرمون النموّ عند الأطفال؟
هرمون النموّ هو هرمون ببتيدي تُفرزه الغدّة النخاميّة والمسؤول عن نمو، تكاثر وتجديد خلايا الجسم في مرحلة الطفولة كما أنّه يُحافظ على سلامة نموّ الأنسجة والأعضاء في جميع المراحل العمريّة ويُطلق عليه اسم هرمون النموّ سوماتوتروبين أو هرمون النموذ البشريّ، وهو هرمون يٌفرز من الغدّة النخاميّة ويُحفّز نموّ جميع أنسجة الجسم بما في ذلك العظام يتم بناؤه وإفرازه من قبل خلايا في الغدّة النخاميّة الأماميّة التي تطلق ما بين 1-2 مغ يوميًا وهذا أمر مُهم للنموّ البدنيّ الطبيعيّ في الأطفال.
أعراض نقص هرمون النموّ عند الأطفال
- مُعدّل النموّ البطيء حيث ينمو الأطفال الطبيعيّون بمُعدل 2 بوصة سنويًا من عامهم الأول وحتى الوصول لسن البلوغ بينما يزداد طول قامة الأطفال المصابين بحالة GHD بمعدل أقل من بوصتين سنويًا.
- يكون وجه الطفل أصغر سنًا من الأطفال الآخرين في نفس العمر نتيجةً للتطوذر البطيء لعظام الوجه والذي يُعتبر من أهم علامات نقص هرمون النموّ عند الأطفال.
- سمنة خفيفة إلى متوسطة.
- نمو بطيء للشعر والأسنان والأظافر.
- تراكم الدهون حول الوجه وفي البطن خاصةً حول المعدة.
- إصابة الطفل بمرض السكري المُكتسب وتتضح أعراضه مع تقدّمه في السن
- ضعف نمو العظام الطويلة.
- ارتفاع الصوت.
- انخفاض مستوى سكر الدمّ عند حديثي الولادة وهي من أهم علامات نقص هرمون النموّ عند الرضّع.
- نعومة الشعر.
أسباب نقص هرمون النموّ عند الأطفال
1- نقص هرمون النموّ الخلقي
في الحالات الخلقيّة يُمكن أن يرتبط نقص هرمون النموّ بطفراتٍ جينيّة تؤثر على العوامل المسؤولة عن نموّ الغدّة النُخاميّة وعادةً لا يكون السبب الدقيق لحدوث هذه الطفرات معروفًا.
2- نقص هرمون النموّ المُكتسب
- يحدث نقص هرمون النموّ المُكتسب عند تعرّض الغدّة النُخاميّة لضرر ما يُضعف قدرتها على إفراز الهرمون ومن أسباب حدوث نقص في هرمون النموّ المُكتسب:
- اورام الغدّة النخامية الحميدة
- العلاج الإشعاعيّ للغُدة النُخاميّة أو المنطقة المُحيطة بها.
- التعرّض لإصابات شديدة في الرأس
- نقص تدفّق الدم إلى الغدّة النخاميّة
- عدوى الجهاز العصبي المركزيّ.
- الأورام في منطقة تحت المهاد التي تضغط على الغدّة النخاميّة.
- مضاعفات بعض الجراحات الدماغيّة مثل جراحة استئصال الأورام النخاميّة.
- أمراض أخرى تؤثر على النخاميّة أو تحت المهاد مثل كثرة المنسجات والساركويد والسل.
كيف يتم تشخيص نقص هرمون النموّ عند الأطفال ؟
1- تقييم النموّ
يقوم الطبيب بمراقبة بيانات طول الطفل ووزنه بشكلٍ دوريّ ثم يُراقبها بمُخططات النموّ الناجمة عن منظمة الصحذة العالميّة المُخصصة للأطفال من عمر 0-2 سنوات أو مُخططات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إذا كان الطفل بعمر سنتين فما فوق.
2- الفحوصات المخبريّة
يتم القيام بفحوضات مخبريّة لقياس مستوى هرمون النموّ في الدم ويثمكن أن تُساعد على تحديد سبب نقص هرمون النمو.
3- الفحوصات التصويريّة
يُقدّر الطبيب عمر العظام باستخدام الأشعة السينيّة حيث يظهر الفحص تأخرًا واضحًا في اكتمال نمو الهيكل العظميّ حسب درجة القصر التي يشكو منها الطفل وقد يلجأ إلى الرنين المغناطيسيّ لفحص الغدّة النُخاميّة والكشف عن وجود أورام أو تشوّهات فيها.
4- اختبار تحفيز النموّ
يعتمد الأطباء على هذا الإختبار بشكلٍ رئيسيّ لتشخيص نقص هرمون النموّ وذلك يتم من خلال إعطاء الطفل أدوية تُحفّز الغدّة النخاميّة على إفراز هرمون النموّ وبعد ذلك يتم أخذ عيّنات دم بشكلٍ دوريّ لقياس مستوى الهرمون فإذا أظهرت النتائج عدم ارتفاع مستويات هرمون النمو إلى المستوى المُتوقع بعد التحفيز فهذا بدوره يُشير إلى أنَّ الغدّة النُخاميّة لا تنتج كميّة كافية من الهرمون.
ما هو علاج هرمون النموّ عند الأطفال؟
يُمكن علاج نقص هرمون النموّ عند الأطفال بحقن السوماتروبين أو ما يُطلق عليه هرمون النموّ المؤتلف ويمتلك بدوره صيغة كيميائيّة مُطابقة لهرمون النموّ البشريّ، وتم إعطائه للطفل من خلال الحقن تحت الجلد، إلّا أنّه يتم تحديد الجُرعة الدوائيّة من قبل طبيب الغدد الصمّاء اعتمادًا على عدّة عوامل مثل عُمر الطفل، نسب الفحوصات المخبريّة ومقدار الزيادة في الطول، والجدير بالذكر أنَّه يُباشر العلاج بحُقن السوماتروبين بعد تشخيص الطفل مُباشرةً وقد تُعطى الحقنة الأولى في عيادة الطبيب ولاحقًا يُمكن للوالدين حقن طفلهما في البيت أو تعليمه الطريقة الصحيحية للحقن ، ويوصى بإعطاء تلك الحقن مساءً قبل النوم وذلك لمُحاكاة الوقت الطبيعيّ لإنتاج هرمون النموّ عند الأطفال حيث تؤخر الحقنة بمُعدل 6 أيّام في الأسبوع وفي حال نسيانها يُمكن أخذها في اليوم السابع تحت إشراف الطبيب المُتابع لتلك الحالة.