الخط العربيّ واحدًا من أروع الفنون التي عبّرت عن الحضارة الإسلاميّة وروحها عبر العصور، فهو ليس مجرّد وسيلة للتواصل والكتابة، بل لوحة فنية تجمع بين الجمال والدقة والابتكار، نشأ الخط العربيّ من خطوط كانت تستخدم في الجزيرة العربية قبل الإسلام، ثم تطوّر مع انتشار الدين الإسلامي وازدهار الثقافة العربية، ليصبح فنًا راقيًا يُعبّر عن الهوية والتراث، وتميّز بتنوع أنماطه وأشكاله، بدءًا من الخط الكوفي الجاف والزخرفي، وصولاً إلى خطوط النسخ والثلث والديواني والرقعة، التي جمعت بين الوضوح والجمال، وقد كان لكل خط دوره الخاص، فبعضها خُصص للكتابة الرسمية، وأخرى للزخرفة الفنية، أو للكتابة الدينية، هذا التنوع يعكس براعة الخطاطين وقدرتهم على إبداع أساليب جديدة تواكب العصر وتلبي حاجات المجتمع.

ما هو الخط العربيّ؟

يُعرف الخط العربيّ على أنه فن وتصميم عملية الكتابة في جميع اللغات التي تستخدم الحروف العربيّة والكتابة العربيّة تمتاز بكونها مُتصلة الأمر الذي يجعل منها عمليّة قابلة لإكتساب العديد من الأشكال الهندسيّة ويكون ذلك من خلال (الرجع، المد، التشابك، التزوية، والإستدارة، والتركيب والتداخل وفن الخط يقترن بالزخرفة العربيّة إّ يُستخدم لتزيين القصور، والمساجد كما يُستخدم في تحلية الكتب، المخطوطات وتحديدًا لنسخ آيات القرآن الكريم.

ما هي مراحل تطوّر الخط العربيّ؟

الخط العربيّ قبل الإسلام

كانت بدايات الخط العربيّ قبل الإسلام باعتباره فنًا من الفنون، حيث أنَّ نقوش ما قبل الإسلام التي وصلت إلينا كانت عبارة عن خطوط كوفيّة ويُمكن القول بأن انتقال الكتابات القديمة لمرحلة الحرف تعود إلى الدولة الفينيقيّة منذ أكثر من ثلاثين قرنًا، ومن بعدها تفرعّت إلى أربعة أفرع وهي؛ العبريّة، الآراميّة، الحميريّة، واليونانيّة ثم تطوّرت إلى ستّة فروع وهي التدمري، والهندي، والفهلوي، والعبري السرياني، والعبري المربع، والفارسي.

الخط العربي بداية الإسلام

عندما نزَّ القرآن الكريم تمَّ تدوينه على خط الجزم وسُمي بالخط المكّي وكانت أول مدرسة للكتابة في الإسلام بعد معركة بدر عندما طُلب من الأسرى المُشركين تعلّم صبيان المدينة المنورة الكتابة، وبذلك انتشر الخط الموزون المُسوَّى وبالتالي فيإن الكتابة كانت كتابة المصاحف الأولى التي كُتبت في زمن عُثمان بن عفّان، والجدير بالذكر أن العرب في بداية الإسلام عرفوا نوعين من الخطوط ألا وهُما الخط الحجازي الذي كان يُسمى بالحخط الدارج وكان يُستخدم بكتاباتهم بشكلٍ يوميّ نظرًا لليونته وكان يُكتب بشكلٍ عشوائيّ نظرًا لكونه لا يخضع لأي قواعد ثابتة، وبالتالي لم يتم كتابة المصاحف به، امّا الخط الثاني فهو الخط الكوفي الذي يُعد أساس الخطوط العربيّة كلها وقد ظهر في منطقة الكوفة ويقوم على أساس الخطوط المُستقيمة القاسية.

الخط العربيّ في العصر الأموي

تطوّر الخط العربيّ في العصر الأمويّ تطورًا نوعيًا حيث قام بو الأسود الدؤلي بوضع الحركات الإعرابيّة كما وضع النقاط على الحروف لتمييز الحروف المُتشابهة عن بعضها لذلك السبب أصبحت النقطة جزءًا من الحرف العربيّ.

الخط العربي في العصر العباسيّ

تابع الخط العربي تطوره في العصر العباسي وتفرع إلى أحد عشر نوعاً وهي: الديباج، والسجلات، والزنبور، والجليل، والعهود، والاسطوحار، والخرفاج، والمدمرات، والقصص، والسجلات، والمفتح.