الدلافين: أسرار وحقائق علمية
يستعرض المقال الدلافين، أحد أكثر الثدييات البحرية ذكاءً، مع التركيز على أسرارها وحقائقها العلمية
الدلافين هي من أكثر الكائنات البحرية جذبًا للعلماء والمهتمين بعالم الأحياء البحرية، فهي ثدييات ذكية تعيش في المحيطات والبحار حول العالم، وتتميّز بقدرات عقلية وتواصلية استثنائية، تُظهر الدراسات أن الدلافين تمتلك دماغًا متطورًا يجعلها قادرة على التعلم، والتواصل باستخدام الأصوات والنقرات، والتعرّف على نفسها في المرآة، وهي قدرة نادرة في عالم الحيوان، كما تعتمد على نظام فريد يُعرف باسم تحديد الموقع بالصدى لتحديد أماكن الفرائس والتنقّل بدقة في المياه في هذا المقال، نستعرض أهم الأسرار والحقائق العلمية عن الدلافين، من طريقة عيشها وتغذيتها، إلى تفاعلها الاجتماعي وذكائها اللافت.
ما هي الصفات الشكليّة للدولفين؟
1- الحجم
يبلغ مُتوسط طول الدولفين عادةً ما بين 3.9-2 متر ويزن في المُتوسط ما بين 150-200 كغم ولكن يختلف حجمه باختلاف أماكن العيش إذ يصل طول الدلافين البريّة البالغة إلى 2.7 متر بينما الدلافين التي تعيش في أحواض الأحياء البحريّة والبرك الصناعيّة فلا يتعدى طولها 2.6 متر تقريبًا، والجدير بالذكر أن حجمها يختلف باختلاف نوعها.
2-الجلد
يُعد جلد الدولفين أملس مطّاطي ولا يحتوي على بُصيلات شعر أو غدد درقيّة فهو لا يعرق وكذلك فإن بشرة الجلد الخارجيّة للدولفين أسمك من بشرة الإنسان بنحو 15-20 مرة وتتجدد كل ساعتين تقريبًا أي تتبدّل الخلايا الميّتة بأخرى جديدة ويُعدّ مُعدل تقشير الخلايا عنده أسرع 9 مرّات من مُعدل التقشير عند البشر.
3- الزعانف الصدريّة
تقع الزعنفة الصدريّة للدولفين مع العناصر الهيكليّة الرئيسيّة للأطراف الأماميّة للثديات التي تعيش على اليابسة ولكن مع بعض التعديلات إذ تمتلك هذه الزعانف هيكلاً قويًا مدعومًا بواسطة الأنسجة العضليّة الضامّة وتكون مُنحنية للخلف بعض الشيء ويبلغ مُتوسط طولها ما بين 30-50 سم وتستخدم زعانفها لتوجيه الحركة أو التوقّف.
4- الرأس
تحتوي جبهة الدولفين على منطقة دائريّة الشكل تتكوّن من نسيج دُهني وهي الجزء المسؤول عن تحديد موقع الصدى وبالتالي تحديد موقع الأشياء تحت سطح الماء أثناء السباحة وكذلك يقع أمام المنطقة الدائريّة زائدة يبلغ طولها حوالي 8-7 سم، ويتميّز بأسنانه المخروطيّة والمُتشابكة التي يبلغ مجموعها ما بين 72-104 مُوزعة في الفكّين العلويّ والسُفليّ وهي أسنان دائمة ولا تُستبدال، ووظيفتها الإمساك بالطعم وليس مضغه إذ يبلغ الدولفين طعامه مُباشرةً دون مضغ.
ما هي الصفات السلوكيّة للدلافين؟
- من أبرز الصفات التي تُميّز الدلافين هي قُدراتها العقليّة المُتقدمة فقد أثبتت الأبحاث أن الدلافين تستطيع حل المشاكل والتعرّف على نفسها في المرآة، كما أنها تُظهر قُدرات على التفاعل مع البشر وتدريبهم على تنفيذ أوامر مُعقدة وتتميّز الدلافين بنظام تواصل مُتطوّر يعتمد على إصدار أصوات صفير ونقراتٍ يُمكن تمييزها.
- الدلافين هي من الكائنات الإجتماعيّة التي تعيش في مجموعات تُعرف باسم القرون، ويُظهر أفراد القطيع تعاونًا مُدهشاًا في صيد الطعام أو حماية الأفراد الضُعفاء وقد تمَّ رصد سلوكيات للدلافين وهي تُساعد بعضها البعض أثناء الولادة أو الإصابة، كما أنها تُواسي من يتعرّض للفقد، وهذه الروح الجماعيّة تُشير إلى مُستوياتٍ عالية من الوعي والتعاطف تجعلها أقرب للبشر من كثيرٍ من الكائنات الأخرى كما أن اللعب يُعد جزء أساسيّ من سلوكها اليوميّ سواء بالتحليق خارج الماء أو التفاعل مع أشياء غريبة مما يدل على فضولها وذكائها.
- تتميّز الدلافين بجسمها الإنسيابيّ الذي يُساعدها على السِباحة بسرعاتٍ تصل إلى 40 كم/الساعة كما أنها تمتلك نظامًا فريدًا لتحديد الموقع بالصدى، يُمكنّها من رؤية ما حولها تحت الماء عبر ارتداد الموجات الصوتيّة وهي قُدرة تُساعدها على الصيد والمِلاحة حتى في الظلام أو المياه العكرة، بالإضافة إلى ذلك يُمكن للدلافين لبقاء لفتراتٍ طويلة تحت الماء بفضل رئتها القويّة وقُدرتها على تخزين الأكسجين وجميع هذه الصفات تجعل من الدلفين كائنًا يُعجب به الكثير ويستحق الحماية والإحترام من الإنسان لا سيّما في ظل التهديدات المُتزايدة التي تواجهها في بيئتها الطبيعيّة.
أين تعيش الدلافين؟
تعيش الدلافين في المُحيطات والبحار والأنهاء وتُفضّل بعض الأنواع منها العيش في المناطق الساحليّة وبعضها الآخر يعيش في المياه العميقة البعيدة عن السواحل ويُفضّل معظم الدلافين العيش في المناطق الإستوائيّة المُعتدلة لأن الدلفين يُصنّف من الثدييات ذات الدم الحار ممّا يجعل وجوده في مثل هذه المناطق أفضل له لتنظيم درجة حرارة جسمه، إلّا أن هُناك نوع واحد من الدلافين يعيش في القطب الشماليّ والجنوبيّ وهي دلافين الأوراكا وهي دلافين ذات حجم كبير تتميّز بقدرتها على التكيّف مع البرد القارس والمياه المُتجمدة ويُشار إلى وجود دلافين نهريّة مثل دولفين الأمازون ودلفين جنوب آسيا تعيش في الأنهاء وبُحيرات المياه العذبة حيث توجد تجمّعات مثل الدلافين تعيش بشكلٍ دائم في أنهاء المياه العذبة مثل دولفين (توكسي، جويانا، إياوادي).
كيف تتواصل الدلافين مع بعضها البعض؟
تشترك الدلافين بعلاقة مع مجموعة أكبر من الدلافين يتحرّكون في وقتٍ واحد للإصطياد والحصول على الطعام حيث يكون أحد الدلافين الكِبار مسؤولاً عن تنظيم حركة المجموعة للحصول على فرائسهم من خلال التناوب على السِباحة ضمن المجموعات السمكيّة المُراد افتراسها.
كما تعتمد الدلافين في التواصل فيما بينها على الصوت أكثر من أيّ أسلوب آخر حيث إنَّ سرعة انتقال الصوت عبر الماء أسرع من انتقاله في الهواء ويعتقد العلماء أنَّ كل دلفين يصنع صافرة صوتيّة خاصّة به تُمثّل هوية تعريفيّة مُميّزة ويستعمل الدولفين هذه الصافرة لمعرفة أعضاء المجموعة الموجودين حوله ومعرفة أماكن تواجدهم، كما تُحافظ الصافرات التي تُطلقها الدلافين على استمرار الإتصال الصوتيّ والجسديّ بينها فغالبًا ما تستجيب الدلافين لصافرات الدلافين الأخرى من خلال إطلاق صافرات تشبهها أو التحرّك نحو مكان الدولفين الذي قام بإطلاق الصافرة وفي حال انفصال صغير الدولفين عن أمّه يُطلق الصغير وأمّه صافرات بشكلٍ مُتكرر حتّى يجد أحدهم الآخر وهي طريقة تستخدمها الدلافين البالغة في حال انفصالهم عن مجموعاتهم.