التمساح من أضخم الزواحف المفترسة وأكثرها إثارة للاهتمام في عالم الحيوان، حيث يجمع بين القوة الهائلة والقدرة على التكيّف في البيئات المائيّة والبرّية، عُرفت التماسيح منذ ملايين السنين ككائنات قديمة ما زالت تحتفظ بخصائصها المميّزة حتى اليوم، فهي صيّاد بارع يعتمد على الصبر والذكاء في اقتناص فريسته، في هذا المقال سنقدّم لك كل ما تودّ معرفته عن التماسيح؛ من أنواعها المنتشرة حول العالم، وموائلها الطبيعية، إلى غذائها وسلوكها وأهم الحقائق المدهشة عنها، لتتعرّف عن قرب على واحد من أعجب الكائنات في الطبيعة.

التعريف بالتمساح

التمساح هو من أضخم الزواحف الحيّة الزاحفة يتبع ل الكروكوديليدي، وينتمي إلى فصيلة التمساحيّات وله جسم طويل وأرجل قصيرة وذنب طويل قوي يُمكنه السباحة وأسنان حادّة يقبض بها على فريسته، ويوجد منه 12 نوعًا، ومن المُمكن أن يعيش لبضعة أشهر بلا طعام أو 3 سنوات في الحالات القصوى، فهو يعيش في الماء واليابسة لكنّه أكثر مرونة في الماء وتكون حركته أكثر انسيابيّة، فهو يُفضّل المساحات الواسعة من المياه الضحلة والأنهار الراكدة والمُستنقعات المفتوحة، وتُساعد أقدامها ذات الأغشية على السير فوق الأرض الطريّة كما أنَّ أعينها وفتحات أنوفها ترتفع عن بقيّة أجسامها وتُلائم هذه الميّزات حياة التماسيح لأنّها تُحب أن تطفو وأعينها وأنوفها فوق سطح الماء.

الجهاز الهضمي للتمساح

1. الفك والأسنان: يستخدم التمساح فكّيه للإمساك بالفريسة وتكون أسنانه مخروطيّة الشكل لإختراق جسم الفريسة وتتداخل أسنان الفك العلويّ والسُفليّ تمامًا عند الإغلاق وتعمل العضلات التي تغلق الفكّين على توليد طاقة هائلة تصل إلى حد اختراق درع السلاحف.
2. اللّسان: لسان التمساح كبيرًا نوعًا ما ويكون مُتصلاً على طوله بين الفكّين السُفليين وتوجد في الجزء الخلفيّ منه غدد ملحيّة وتكون وظيفتها إفراز الملح الزائد عندما يكون التمساح في بيئات شديدة الملوحة.
3. المعدة: معدة التمساح تشبه إلى حدٍ كبير الكيس وتكون سعتها قليلة فلا يُمكنه أكل الفريسة الكبيرة في أغلب الأحيان، كما أنَّ المعدة تفرز إنزيمات قويّة تُساعد في هضم العظام واللحم بسرعة ويتم تكسير الشعر والمواد الكيراتينيّة مثل قشرة السُلحفاة والكيتين مثل بشرة الحشرات ببطء شديد وفي بعض الأحيان قد يتراكم الشعر على شكل كُرات داخل المعدة وقد يتقيأ في وقتٍ لاحق.

صفات التماسيح

• التماسيح يُغطّي جسمها القشور، حيث تتكوّن القشور من صفائح مُدرعة مُقاومة للماء تحميها من الحيوانات المُفترسة وتمنع أجسامها من الجفاف.
• يُعدّ شكل التماسيح مُناسبًا لحياتها البرمائيّة فجسمها يُعد مُناسبًا للسباحة السريعة، كما أنَّ فتحات الأنف الخارجيّة والعينين والأذن لديها موجودة في أعلى أجزاء الرأس بما يتلاءم مع تنفّسها خارج الماء.
• التماسيح تمتلك حواف خارجيّة للفكّين غير مُنتظمة وكل فكّ يحمل صفًا من الأسنان المخروطيّة حيث يزيد عدد أسنان التماسيح عن 100 سن وتُستبدل باستمرار حيث تنمو الأسنان الجديدة من الأسفل مما يُجبر الأسنان القديمة على الخروج كما تمتلك التماسيح لسان سميك مُرتبط بقوة بأرضيّة الفم.
• يحمل الجزء العلويّ من ذيل التماسيح قمتين بقشور مُثلثة عالية تندمج تدريجيًا بالقرب من مُنتصف الذيل.
• تمتلك التماسيح أرجل قصيرة لكنّها قوية وتكون الأرجل الخلفيّة أقوى لديها من الأماميّة كما أنَّ للقدم الأماميّة 5 أصابع والخلفيّة أربع أصابع فقط وهي مكشوفة كليًا أو جزئيًا.
• تُعد التماسيح من ذوات الدم البارد ككل الزواحف لذلك يتعيّن عليها قضاء بعض الوقت على الأرض لتدفئة أجسامها خلال ساعات النهار الحارّة.
• تكون أجسام التماسيح أكثر رشاقة في الماء، حيث أنها تستخدم ذيولها القوية للدفع.

حجم التماسيح

تتباين أحجام التماسيح تبعًا لنوعها، إذ يوجد ما يُقارب 13-16 نوعًا من أنواع التماسيح، فمنها التماسيح صغيرة الحجم كالتمساح القزم البالغ طوله 1.7 بوزن 6-7 كغم والتماسيح كبيرة الحجم كتمساح المياه المالحة الذي من المُمكن أن يصل وزنه إلى 907 كغم ويجدر الإشارة إلى أنَّ أكبر تمساخ تمَّ العثور عليه كان بطول 6.17 م بالإضافة إلى تمساح النيل الذي قد اكتسب شهرته وسُمعته بسبب حوادث الموت التي كان السبب بها نظرًا لكبر حجمه.

غذاء التماسيح

يتكوّن غذاء التماسيح بشكلٍ أساسيّ من الحشرات والأسماك والضفادع والسحالي والثدييات الصغيرة في الحياة البريّة، ويختلف غذاء التماسيح باختلاف النوع والبيئة التي يعيشون فيها لكن في العموم يتغذّى التمساح على مجموعة من الفريسة مثل اللحوم فهو يصطاد الأسماك، الزواحف، الطيور، والثدييات الصغيرة، كما أنّه يستطيع اصطياد الطيور التي تتواجد على ضِفاف الأنهار أو تُحلّق فوق المياه، فضلاً عن ذلك تُشكّل الأسماك جزءًا كبيرًا من طعام التماسيح فهم يقومون بالترصّد والإنتظار لإصطياد الأسماك التي تمر بالقرب منهم، كما أنَّ التمساح يُمكن أن يصطاد الزواحف مثل السحالي والثعابين بالإضافة إلى الثدييات الصغيرة، كما أنَّ التماسيح الكبيرة قد تُهاجم السلاحف والزواحف الأخرى التي تأتي بالقرب منها.

تكاثر التماسيح

تحدث عمليّة التزاوج بين التماسيح في الماء، من ثمَّ تضع الأنثى بيضها بوزن يتراوح بين 50-160 جرام وعدد 12-48 بيضة في العش المُتوسط بالإعتماد على حجمها، عُمرها ونوعها وتتراوح فترة حضانة البيض بين 55 إلى 100 يوم، هذا وتنقسم التماسيح إلى نوعين في بنائها للعش، النوع الأول كتمساح النيل الذي يحفر حفرة في الأرض ويضع البيض ثُم يُغطّيه، أمّا النوع الثاني فهو كتمساخ المياه المالحة الذي يبني عشًا من النبانات ويضع البيض فيه وتُساعد درجات الحرارة الدافئة على نمو الجنين داخل البيضة كما وتبقى الأنثى قريبة من عشّها لحماية البيوض من الحيوانات المُفترسة.