الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين: ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة
يقدّم المقال لمحة شاملة عن الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين، مسلطًا الضوء على حياته ومسيرته الملكية
الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين، ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة، يُعدّ من أبرز القادة المعاصرين الذين جمعوا بين الحكمة والنهضة الحديثة منذ توليه العرش، قاد الأردن نحو تعزيز الاستقرار السياسي، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحماية قيم الوحدة الوطنية، كما عمل على تمكين الشباب وتشجيع الإبتكار، ليضع الأردن على خريطة التطور الإقليمي والدولي، تعكس مسيرته الملكيّة التزامه الراسخ بخدمة شعبه والحفاظ على إرث المملكة الهاشميّة العريق
اسمه ونسبه
عبد الله الثاني بن الحسين الهاشميّ ينتمي صاحب الجلالة إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي مُحمد-صلى الله عليه وسلَّم، وُلد في الثلاثين من كانون الثاني 1962 م وهو الإبن الأكبر لجلالة الملك الحسين طيّب الله ثراه وصاحبة السمو الملكيّ مُنى الحسين، تولّى الحُكم خلفًا لأبيه الملك الحسين بن طلال بعد وفاته ونُصب ملكًا في يوم 9 حزيران من نفس العام ويُعرف هذا اليوم بإسم عيد الجلوس الملكيّ تولّى ولاية العهد في مُدّتين مُختلفتين، الأولى من يوم ولادته إلى 1 نيسان 1965 والثانية من 24 كانون الثاني 1999م إلى 7 شباط 1999م.
تزوّج الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من الملكة رانيا فيصل صدقي الياسين في 10 يونيو/حزيران 1993، وأنجبا ولي العهد الأمير الحسين في 28 يونيو/حزيران 1994 ثم الأميرة إيمان في 27 سبتمبر/أيلول 1996 وبعدها الأميرة سلمى في 26 سبتمبر/أيلول 2000 وبعدها الأمير هاشم في 30 يناير/كانون الثاني 2005
تعليمه
تلقَّى تعليمه الابتدائىّ في الكليّة العلميّة الإسلاميّة في عمّان عام 1966 من ثُمَّ انتقل إلى مدرسة سانت إدموند في ساري ببريطانيا ثم إلى مدرسة إيغلبروك وأكاديميّة ديرفيلد في الولايات المُتحدة الأمريكيّة لإكمال دراسته الثانويّة، وفي عام 1980 التحق بأكاديميّة ساندهيرست الملكيّة في المملكة المُتحدة وتخرّج برتبة مُلازم ثانٍ سنة 1981، وفي سنة 1982 التحق بجامعة أوكسفورد لمدّة عام في مجال الدراسات الخاصّة في شؤون الشرط الأوسط، وفي عام 1985 التحق بدورة ضابط الدروع المُتقدّمة في فورت نوكس في ولاية كنتاكي الأميركيّة، كما حصل على شهادة الماجستير في السياسة الدوليّة من جامعة جورج تاون سنة 1989 ضمن برنامج الزمالة للقياديين، وفي إطار برنامج الماجستير في شؤون الخدمة الخارجيّة أنهى الملك عبدالله برنامج بحث ودراسة مُتقدّمة في الشؤون الدوليّة.
الخدمة العسكريّة
بدأ الملك عبدالله حياته العسكرية في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في عام 1980 بينما كان ضابط تدريب في القوات المسلحة الأردنية، بعد تخرجه في ساندهيرست، كُلِّف بالخدمة في الجيش البريطاني برتبة ملازم ثانٍ حيث خدم لمدة عام في بريطانيا وألمانيا الغربية قائدًا لقوة من قوات الفرسان الملكيين، بعد ذلك قُبل في كلية بيمبروك في جامعة أكسفورد عام 1982 حيث أنهى دورة دراسية خاصة لمدة عام واحدة في شؤون الشرق الأوسط والتحق عند عودته إلى أرض الوطن بالقوات المسلحة الأردنية تحديدًا في القوات البرية وقد ترقى لرتبة ملازم أول وعمل قائدًا لفصيل ومساعد قائد سرية للدبابات في اللواء 40
في عام 1987 التحق بكليّة إدموند وولش للعلاقات الخارجيّة في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة حيث أجرى دراسات وبحوث مُتقدّمة في الشؤون الدوليّة ليحصل على درجة الماجستير في علوم العلاقات الخارجيّة من خلال برنامج بحث ودراسة مُتقدّمة في الشؤون الدوليّة تحت إطار مشروع الزمالة للقياديين في منتصف الحياة المهنيّة، بعد ذلك عاد للأردن ليلتحق بالقوات المُسلحة الأردنيّة مُجددًا كمُساعد لقائد كتيبة الدبّابات الملكيّة 17 في عام 1990.
وفي العام التالي التحق بمكتب المُفتّش العام للقوّات المُسلحة الأردنيّة ممثلاً لسلاح الدروع الملكيّ الأردنيّ وقد كان مُساعدًا لقائد كتيبة الدبّابات 17 بين تشرين الأول وكانون الثاني من العام 1991م ورُقيَ لرتبة مُقدّم وقاد كتيبة الدبّابات الثانية التابعة للواء المدرّع 40 في عام 1992 ورُقيَ إلى عقيد في العام التالي إذ أصبح قائدًا للواء المدرع 40 في العام 1993 وأصبح مُساعدًا لقائد القوات الخاصّة في عام 1994 تولّى قيادة القوّات الخاصّة الأردنيّة ووحدات النخبة الأخرى برتبة عميد وقد أعاد هيكلة تلك القوّات لتصبح قيادة العمليّات الخاصّة بعد ذلك بعامين وفي عام 1998م ترقى لرتبة لواء وحضر دورة في إدارة الموارد الدفاعيّة في المدرسة الأمريكيّة البحريّة للدراسات العليا وبعدها تولّى حكم المملكة الأردنيّة الهاشميّة إذ يمنح الملك فيها رتبة مشيرٍ تلقائيًا لكونه القائد الأعلى للقوّات المسلحة في البلاد
ولاية العهد والتتويج
تولّى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مهام نائب الملك أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيّب الله ثراه عن البلاد وقد صدرت الإرادة الملكيّة السامية في 24 كانون الثاني 1999م بتعيين جلالته وليًا للعهد علمًا بأنه تولّى ولاية العهد بموجب إرادة ملكيّة سامية صدرت وفقًا للمادة 28 من الدستور يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني 1962 ولغاية الأول من نيسان 1965م
وبعد ساعاتٍ من الإعلان عن وفاة والده، ظهر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في جلسة طارئة لمجلس الأمّة الأردنيّ، وأقسم باليمين التي أدّاها والده قبل خمسين عامًا: أقسم بالله العظيم أن أحافظ على الدستور وأن أكون مخلصًا للأمة. وقُلد الملك عبدالله المنصب بتاريخ 9 حزيران 1999، والذي أصبح تاريخ عيد الجلوس الملكيّ سنويًا. وقد حضر حفل الاستقبال الذي تبع ذلك في قصر رغدان 800 من الشخصيّات البارزة، حيث جاء بعد جولة في موكب سيّارات في عمّان للملك البالغ من العمر 37 عامًا وزوجته رانيا البالغة من العمر 29 عامًا، أصغر ملكة في العالم آنذاك
ومنذ تولّي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين العرش وهو يسير ملتزمًا بنهج والده الملك الحسين طيّب الله ثراه في تعزيز دور الأردنّ الإيجابيّ والمُعتدل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيليّ ويسعى جلالته نحو المزيد من مؤسسة الديمقراطيّة والتعددية السياسيّة التي أرساها جلالة الملك الحسين طيّب الله ثراه والتوجّه نحو تحقيق الإستدامة في النموّ الإقتصاديّ والتنمية الإجتماعيّة بهدف الوصول إلى نوعيّة حياة أفضل لجميع الأردنيين
مؤلفاته
صدر لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كتاب بعنوان فرصتنا الأخيرة:السعي نحو السلام في وقت الخطر ونُشر باللغتين العربيّة والإنجليزيّة ويستعرض فيه جلالته مُذكّراته ويوثّق من خلالها أهمّ الأحداث والمحطّات كما يعرض رؤيته لحلّ الصراع العربي الإسرائيليّ كما أصدر عددًا من الأوراق النقاشيّة منذ 29 كانون الأول 2012 سعيًا إلى تحفيز حوار وطني حول مسيرة الإصلاح وعمليّة التحوّل الديمقراطيّ التي يمر بها الأردنّ بهدف بناء التوافق وتعزيز المشاركة الشعبيّة في صنع القرار وإدامة الزخم البنّاء حول عملية الإصلاح
الجوائز والأوسمة والشهادات
نال جلالته العديد من الجوائز في مُختلف المجالات على المستويين المحلي والعالمي منها جائزة الطريق إلى السلام في نيويورك (2022)، وجائزة مصباح السلام في إيطاليا (2019)، وجائزة تمبلتون واشنطن (2018) وجائزة نزارباييف الدوليّة للمُساهمة في الأمن ونزع السلاح النووي في كازاخستان (2017) وجائزة ويستفاليا للسلام في ألمانيا (2016)، وجائزة صانع السلام في نيويورك (2007) وجائزة القدّيس أندريه المدعو الأول العالميّة لحوار الحضارات في روسيا (2006) وجائزة الطبق الذهبيّ للإنجاز في أكاديميّة الإنجاز الأمريكيّة (2004)، وجائزة الريادة للأعمال الإلكترونيّة في دُبي (2003) وجائزة الشجاعة السياسيّة في فرنسا (2003) وجائزة القيادة العالميّة لوس أنجلوس (2002)
كما يحمل جلالته العديد من الأوسمة المدنيّة والعسكريّة المحليّة والعربيّة والأجنبيّة منها؛ قلادة الحسين بن علي وسام النهضة المُرصّع، وسام الإقدام العسكريّ، القلادة الهاشميّة (العراق)، القلادة المحمديّة (المغرب)، قلادة النيل (مصر) وسام فيكتوريا الملكيّ (بريطانيا)، وسام الإستحقاق (إيطاليا)، وسام الزهرة الوطنيّة (كوريا) وقلادة نيشان باكستان (باكستان)
أمّا عن الشهادات، فتسلم جلالته العديد من شهادات الدكتوراة الفخرية منها: شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة القدس (2011)، وشهادة الدكتوراة الفخرية في الأدب والإنسانيات من جامعة جورج تاون (2005)، وشهادة الدكتوراة الفخرية من معهد العلاقات الدولية في موسكو (2004)، وشهادة الدكتوراة الفخرية في العلوم الإدارية من جامعة آل البيت (2004)