تسمم الحمل، الأعراض الأسباب وطُرق العلاج
يقدّم المقال دليلاً مبسّطًا يوضّح للأم ما هو تسمّم الحمل، أسبابه، أعراضه، وكيف يمكن التعامل معه وعلاجه بأمان
عزيزتي الأم، يمكن للحمل أحيانًا أن يُفاجئك بأشياء غريبة ربما رغبة مفاجئة بالمانجا في منتصف الليل، نوم لا يُشبع، ومشاعر مُتقلبة لكن بين كل هذه التفاصيل، في بعض الحالات قد يظهر ضيف غير مرحّب به اسمه تسمّم الحمل
في هذا المقال سنأخذكِ في رحلة مبسّطة للتعرّف إلى أسباب تسمّم الحمل، علاماته المبكرة، وطرق العلاج المتاحة، لتكوني على وعي كامل بكل ما يضمن سلامتك وسلامة جنينك.
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل هي حالة خطيرة لإرتفاع ضغط الدم تحدث أثناء الحمل حيث تُعاني الحوامل المُصابات به من ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع مستويات البروتين في البول (بول بروتيني) تحدث تلك الإصابة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحم ويُمكن أن يؤثر على أعضاء أخرى في الجسم ويكون خطيرًا على كل من الأمّ والجنين وبسبب هذه المخاطر يجب أن تنتبه الأمّ لوضعها ومُتابعه باستمرار من قبل مُقدّم الرعاية الصحيّة.
أعراض تسمم الحمل
- قلّة إدرار البول
- الصداع المُزمن
- الغثيان والتقيؤ
- الشعور بالدوار
- الشعور بألم حاد في البطن في الجزء العلوي على الجهة اليُمنى.
- مشاكل في الرؤية وعدم تحمّل الإضاءة العالية.
- صعوبة في التنفس.
- ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد ووظائف الكلى في الدم.
- نقص الصفائح الدمويّة بحيث تُصبح أقل من 100.000 وظهور كدمات على الجلد.
- حدوث تغيّرات في نبض الجنين.
- آلام في المعدة.
- حدوث تشنجات الحمل.
- خلل في وظائف الكلى والكبد.
- تجمّع سوائل في الرئة.
أسباب تسمم الحمل
أوضحنا سباقًا بأنَّ تسمم الحمل يحدث عادةً خلال الثلث الثالث من الحمل أي بعد تجاوز الأسبوع ال20 من الحمل وإلى الآن لم يتم تحديد أسباب تسمم الحمل بشكلٍ دقيق إلّا أنّه من المُمكن أن تُساهم عدّة عوامل وأسباب في حدوثها ومن أبرزها:
1- مشاكل تتعلق بالمشيمة
في حالة تسمم الحمل لا تحصل المشيمة على كمية كافية من الدم وبالتالي لا تنمو وتتطوّر بالشكل الصحيح وهذا يؤدي إلى تعطّل تدفق الدم بين الأم والطفل كما ينتج عن المشيمة التالفة إشارات أو مواد من شأنها أن تؤثر على الأوعية الدموية للأم الأمر الذي يُسبب تطوّر أعراض تسمم الحمل مُتمثلة بارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى تسرّب بروتينات مُعيّنة من الدم إلى بول الأم في بعض الأحيان، كما يُمكن أن تعود أسباب عدم تطوّر المشيمة ونموّها بشكلٍ طبيعي إلى وجود خلل في نموّ الأوعية الدموية التي تغذي المشيمة خلال الحمل حيث يتغيذر شكل هذه الأوعية خلال المراحل المُبكرة من الحمل لتصبح أوسع وأكثر استرخاءً الأمر الذي يسمح بتدفّق كميّات كبيرة من دم الأم نحو المشيمة.
2- اضطرابات الجهاز القلبي الوعائي
يُشكّل الحمل ضغطًا كبيرًا على الجهاز القلبي الوعائي للأمّ حيث يتعيّن على هذا الجهاز أن يُوزّع الدم في جميع أنحاء جسم الأم كالمُعتاد وأن يُزود المشيمة بالدم لدعم نموّ الجنين لهذا غالبًا ما نجد حجم الدم مرتفعًا والأوعية الدموية مُسترخية عند الحامل، ومن المُمكن أن يؤدي عدم حدوث التكيّف في الجهاز القلبي الوعائي الطبيعي أثناء الحمل إلى تطوّر بعض الإضطرابات في قلب الأم والأوعية الدموية لديها الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل، ومما يؤكد هذا السبب المُحتمل أنَّ النساء اللاتي يُصبن بتسمم الحمل تكون لديهّم وظائف الجهاز القلبي الوعائي غير طبيعيّة تتميّز بانخفاض حجم الدم مع انخفاض مستويات استرخاء الأوعية الدموية.
3- اضطرابات المناعة الذاتية
يُمكن أن يكون لآليات المناعة الذاتيّة دور في تطوّر المرض وهذا ما يُمكن أن يُفسّر ارتفاع خطر الإصابة بتسمم الحمل لدى النساء اللاتي يُعانين من أمراض المناعة الذاتيّة.
4- ارتفاع مستويات الأجسام المُضادة
ترتبط الإصابة بتسمم الحمل بالأجسام المُضادة التي ترتبط بمُستقبل الأنجيوتنسين من النوع الأول وتتضمّن الأدلى التي تدعم ذلك أولاً ارتفاع مستويات الأجسام المُضادة لمُستقبلات الأنجيوتنسين من النوع الأول لدى 80% من النساء المُصابات بتسمم الحمل كما أنَّ هُناك رابط ما بين مستويات هذه الأجسام المُضادة في مصل الأم الحامل ومدة شدّة ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول لديها.
5- وجود استجابة مناعيّة تجاه وجود الجنين داخل الرحم
تتضمّن أسباب تسمم الحمل المُحتملة وجود رد فعل مناعي تجاه وجود الجنين داخل الرحم فنتيجةً لخلل ما في وظائف الجهاز المناعي للأمّ تتطوّر استجابة مناعية غير طبيعيّة تجاه وجود الجنين داخل الرحم.
عوامل خطر الإصابة بتسمم الحمل
- العوامل الوراثيّة ففي حال كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة بتسمم الحمل تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة به.
- الإصابة سابقًا بتسمم الحمل مُسبقًا فالمرأة التي أصيبت بتسمم الحمل في حملها الأول تكون أكثر عرضة للأإصابة به في حالات الحمل اللاحقة.
- من المُمكن أن يزيد خطر الإصابة بتسمم الحمل في حال كانت المرأة تُعاني من ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، وامراض الكلى.
- تكون النساء اللواتي يُعانين من السمنة وزيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل.
- يكون خطر الإصابة بتسمم الحمل أعلى لدى النساء اللاتي تجاوزت أعمارهنَّ 35 عامًا.
نصائح للوقاية من تسمم الحمل
- تقليل استهلاك الملح لتجنّب احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم.
- تناول من 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم وتعزيز وظائف الكلى.
- الإبتعاد عن الأطعمة المقلية والوجبات الجاهزة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير الصحيّة والصوديوم.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم لتخفيف الضغط على الجسم وتعزيز الدورة الدموية.
- مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام مثل المشي، التمارين الخفيفة لتحسين تدفّق الدم والحد من التوتّر.
- رفع القدمين عدّة مرات خلال اليوم للمُساعدة في تقليل التورّم وتحسين الدورة الدموية.
- تجنّب استهلاك الكحول لأنّه قد يزيد من مخاطر المُضاعفات الصحيّة أثناء الحمل.
- الإبتعاد عن التدخين حيث يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
- التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، الشاي، المشروبات الغازية التي تؤثر على ضغط الدم.
- الحفاظ على الوزن حيث أنَّ الوزن الزائد يزيد من مخاطر الإصابة بتسمم الحمل.
- مُراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم بانتظام للكشف المُبكر عن أي تغييرات تستدعي التدخّل الطبّي.
- أخذ جرعات منخفضة من الأسبرين خلال الثلث الأول من الحمل بالإضافة إلى مُكملّات الكالسيوم في المراحل الأخيرة مما يُساعدد في تقليل خطر التسمم لدى النساء الأكثر عرضة للإصابة به.
ما هو علاج تسمم الحمل؟
- الولادة القيصريّة: يتم اللجوء للولادة القيصريّة إذا كانت الحامل تُعاني من تسمم الحمل في الشهر التاسع أو الأسبوع ال 37 من الحمل ولا تُعتبر ولادة مُبكرة وفي حال كان عُمر الحمل أقل من 37 أسبوع أي إذا كانت الحامل تُعاني من تسمم الحمل في الشهر الثامن أو تسمم الحمل في الشهر السابع فإنَّ ذلك قد يعتمد على قرار الطبيب بناءً على صحّة الأم والجنين وغالبًا ما يتم وصف بعض الأدوية منعًا لتطوّر المرض والإصابة بالتشنجات وتنظيم ضغط الدم وذلك لتأخير الولادة واكتمال نمو الجنين.
- الأدوية: يلجأ الطبيب للأدوية في حال ظهور أعراض تسمم الحمل الشديدة إذ يقوم الطبيب بعملية الولادة مُباشرة ويصف الطبيب أدوية لخفض الدم، وادوية مُضادة للتشنجات، والحقن الستيرودية.