الإنتحار: فهم الأسباب وسُبل الوقاية

في هذا المقال نتعرف على أسباب الإنتحار والعوامل المؤثرة فيه، ونستعرض أبرز سبل الوقاية والدعم النفسي لمن هم عرضة لهذه المخاطر

تم النشر بواسطة : ضحى القيسي
آخر تحديث: 19/10/2025 11:01 AM
شارك المقالة: X Facebook Whatsapp
الإنتحار

الإنتحار يعد من أخطر الظواهر النفسيّة والإجتماعيّة التي تؤثر على الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواء، فخلف كل حالة قصص من الألم واليأس والضغط النفسي، وفهم الأسباب والعوامل التي تدفع الشخص إلى التفكير بهذه الخطوة يمثل الخطوة الأولى نحو الوقاية وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي لمن يحتاجونه.

مفهوم الإنتحار

الإنتحار، هو الفعل الذي يتضمّن تسبب الشخص عمدًا في قتل نفسه، بسبب اليأس واضطرابات نفسيّة مثل الإكتئاب، الهوس الإكتئابي والفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المُخدرات، وغالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات الماليّة أو موت شخص عزيز أو المشاكل في العلاقات الشخصيّة دورًا كبيرًا، كما تختلف طُرق الإنتحار تبعًا للبلد كما ترتبط جزئيًا بمدى توافر الوسائل، ومن هذه الوسائل؛ الشنق، التسمم بواسطة المُبيدات الحشريّة والأسلحة الناريّة، وهُناك ما بين 800,00 إلى مليون شخص تقريبًا يموتوت كل عام عن طريق الإنتحار.

مفهوم الإنتحار في الإسلام

يُعرف الإنتحار في الإسلام بأنّه قتل الشخص نفسه عمدًا ويُعتبر جريمة ومعصية يأثم فاعله عليها وهو حرام اتفاقًا بأدلة من المنقول والمعقول قال تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ لأنَّ النفس ملك لله والحياة وهبها الله للإنسان فليس له أن يستعجل الموت بإزهاق الأرواح لأنَّ ذلك تدخل في ما لا يملك، ومن الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الإنتحار في الإسلام؛ عن ابن جحر قال ابن حجر: "ويؤخذ منه أن جناية الإنسان على نفسه كجنايته على غيره في الإثم لأن نفسه ليست ملكا له مطلقا بل هي لله تعالى فلا يتصرف فيها إلا بما أذن له فيه".

حكم الإنتحار وسبب تحريمه

الإنتحار مُحرَّم في كافّة الشرائع السماويّة وقد أكَّد الإسلام على تحريمه تحريمًا قاطعًا لا لبس فيه، ويرجع سبب التحريم إلى أنَّ الله سُبحانه وتعالى هو صاحب الرّوح التي استودعها جسد بني آدن فلا يملك الإنسان من تلقاء نفسه التخلّص منها لأنّها أمانة عنده، وقد أشار الحديث الشريف حول حكم الإنتحار عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلَّم- قوله:

مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا.

علامات تُشير إلى الأفكار الإنتحاريّة

  • التحدّث عن الإنتحار كالتلفّظ بعبارات مثل سأقتل نفسي أو أتمنى لو كُنت ميتًا أو ربنا أتمنى لو أنني لم أُولد.
  • الحصول على وسائل الإنتحار مثل شراء بندقيّة أو تخزين حبوب الإنتحار.
  • الإنسحاب من مواقف الإتصال الإجتماعيّ ورغبة الشخص المُلحّة في الإنعزال.
  • المُعاناة من التقلّبات المزاجيّة كأن يشعر الشخص بالتفاؤل في يومٍ ما والإحباط في اليوم التالي.

أسباب الإنتحار

  • الإكتئاب.
  • اضطراب ثنائب القطب.
  • اضطرابات القلق.
  • تقلّبات الشخصيّة.
  • تعاطي المُخدرات.
  • إساءة مُعاملة الطفولة.
  • وجود تاريخ العائلة للإنتحار.
  • محاولات انتحار سابقة.
  • وجود مرض مُزمن.
الإنتحار

عوامل خطر الإنتحار

  • أن تكون حاولت الإنتحار سابقًا.
  • الشعور باليأس أو انعدام القيمة أو أن تكون معزولاً اجتماعيًا أو وحيدًا.
  • المرور بحدث حياة مُسبب للتوتّر مثل فقدان شخص عزيز، أو مشاكل ماديّة أو قانونيّة.
  • وجود مشاكل تعاطٍ للمُخدرات، إدمان الكحوليّات أو الأدويّة يُمكنه أن يزيد من حدّة الأفكار الإنتحاريّة ويجعلك تشعر بالتهوّر والإندفاع الكافي لتنفيذ الأفكار.
  • لديك أفكار بالإنتحار ولديك إمكانيّة وصول للأسلحة الناريّة في منزلك.
  • وجود مرض نفسي ضمني مثل الإكتئاب الرئيس أو اضطراب الكرب التالي للصدمة أو الإضطراب ثُنائيّ القطب.
  • وجود تاريخ عائلي لمرض نفسيّ أو تعاطي المُخدرات أو الإنتحار أو العنف.
  • وجود حالة صحيّة يُمكن ربطها بالإكتئاب والتفكير بالإنتحار مثل وجود مرض مُزمن أو مرض عُضال.

كيف يُمكن أن تُواجه الإنتحار؟

  1. عدم مُواجهة الأفكار الإنتحاريّة للمريض وحده بل يجب طلب المُساعدة من الأشخاص المُختصين وطلب الدعم من أسرته أو المؤسسات المُخصصة لهذا الغرض مما يُسهّل التغلّب على أي تحديات تتسبب في أفكار أو سلوكيّات انتحاريّة.
  2. تناول الأدوية حسب تعليمات المُعالج المُختص وعدم تغيير الجُرعة وعدم التوقّف عن الدوار دون أمر المُعالج لأنَّ ذلك يؤدي إلى عودة الأفكار الإنتحاريّة أو أعراض الإنسحاب وفي حال مُواجهة الآثار الجانبيّة للأدوية يجب التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة حول ذلك.
  3. حضور جميع جلسات العلاج في مواعيدها والتمسّك بخطّة العلاج الخاصّة هو أفضل وسيلة للتغلّب على الأفكار والسلوك الإنتحاريّ.
  4. التخلّص من أي أسلحة ناريّة أو سكاكين أو أدوية خطرة أو أي أساليب تؤدي إلى الوفاة في حال وجود قلق من إمكانيّة التصرف بناءً على أفكار إنتحاريّة.

الأسئلة الشائعة

هل الاكتئاب هو السبب الرئيسي وراء الانتحار؟
نعم، يُعدّ الاكتئاب من أبرز الأسباب، لكنه ليس الوحيد. فغالبًا ما تتداخل عوامل نفسية واجتماعية وبيئية تؤدي معًا إلى زيادة الخطر.
ما دور العلاج النفسي أو الدواء في الوقاية من الانتحار؟
العلاج النفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي) يساعد على فهم المشاعر السلبية والسيطرة عليها، بينما تُستخدم الأدوية في الحالات التي تتطلب توازنًا كيميائيًا للمزاج تحت إشراف طبي
هل يُمكن الشفاء من الأفكار الانتحارية تمامًا؟
نعم، مع العلاج والدعم النفسي والاجتماعي المناسب، يمكن للشخص أن يتجاوز هذه المرحلة ويستعيد رغبته في الحياة.
شارك المقالة: X Facebook Whatsapp

ما رأيك بهذه المقالة؟

الأكثر قراءة

أنواع الخطوط العربيّة وأشكالها

الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين: ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة

ادعية لإستقبال شهر رمضان المُبارك

قصة النبي صالح وقوم ثمود: دروس وعِبر خالدة عبر التاريخ

ألعاب الذكاء والتفكير: كيف تُنمّي لعبة الشطرنج مهاراتك العقليّة

عدوى فيروس زيكا: الأسباب، الأعراض، والمخاطر الصحيّة

كيف تتعلّم الخط العربي؟

قصّة هابيل وقابيل والعِبر المُستفادة

محمد بن راشد آل مكتوم: قائد الإمارات

لعبة الكلمات المتقاطعة: طريقة ذكية لتحفيز الذهن والتفكير