حصى الكلى: الأسباب الأعراض وطُرق العلاج
مقال يشرح أسباب تكوّن حصى الكلى، أبرز الأعراض المرافقة لها، وأهم طرق العلاج والوقاية للحفاظ على صحة الكلى.
قد يبدو حجمها صغيرًا، لكن حصى الكلى قادرة على إيقاف يومك بالكامل بألمٍ حاد ومفاجئ لا يشبه أي شعور آخر، فهي تتكوّن بصمت داخل الجسم، حين تتجمع الأملاح والمعادن لتُشكّل حصى تعترض طريق تدفّق البول وتضع الكلى تحت ضغط كبير ولأن التعامل معها مبكرًا يوفّر الكثير من المعاناة، يأخذك هذا المقال في رحلة مبسّطة لفهم كيف تتشكّل هذه الحصى، وما العلامات التي يجب الانتباه إليها، إضافةً إلى أحدث طرق العلاج والوقاية لتعود كليتاك للعمل بأفضل حال، وتستعيد أنت راحتك وصحتك دون ألم.
ما المقصود بحصى الكلى
الحصاة الكلوية أو الحصى البولي هي عبارة عن كتلة من مواد صلبة تتجمّع في مجرى البول، وتتشكّل في الكلى والجدير بالذكر أنّه قد تمر حصوة صغيرة في الكلى وتخرج من الجسم دون التسبب في أي أعراض ولكن إذا كان حجم الحصوة كبيرًا أكبر من 5 مللي متر فيُمكن أن تعمل على انسداد الحالب مما يؤدي إلى ألم شديد في أسفل الظهر أو البطن وقد تؤدي أيضًا في بعض الأحيان إلى بول دموي أو قيء أو عسر التبوّل ويتكوّن لدى حوالي نصف المرضى حصوات مرة أخرى في غضون عشر سنوات.
أسباب حصى الكلى
نقص شرب الماس والجفاف
من أبرز العوامل الرئيسيّة لتكوّن حصى الكلى هو عدم تناول كميّات كافية من الماء حيث يؤدي الجفاف إلى تركيز المعادن والأملاح في البول مما يُسهل عملية تكوين الحصوات.
النظام الغذائيّ غير المُتوازن
تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والصوديوم والسكريات وحمض اليوريك وأوكسالات الكالسيوم كما أنَّ زيادة تناول البروتينات الحيوانيّة يُساهم في احتماليّة تكون الحصوات.
اضطرابات الجهاز الهضمي
تؤثر بعض المشاكل الهضميّة مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي على قدرة الجسم على امتصاص السوائل مما يؤدي إلى فقدان كميّات كبيرة من الماء عبر الإسهال وبالتالي يزيد خطر الشعور بأعراض حصوات الكلى.
مشكلات الإمتصاص المعوي
يؤدي داء القولون الإلتهابي إلى زيادة امتصاص الكالسيوم في الأمعاء مما قد يرفع من مستويات الكالسيوم في البول وبالتالي يُحفّز تكوّن الحصى.
جراحة الجهاز الهضمي
تُساهم بعض العمليّات الجراحيّة مثل عمليّة تحويل مسار المعدة في اضطرابات امتصاص المعادن مما يزيد من فرص تكوّن الحصوات الكلوية.
الإضطرابات الهرمونيّة
يؤدي تضخّم الغدد جار الدرقية إلى زيادة إفراز هرموناتها مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في البل وبالتالي يزيد من خطر تكوّن الحصوات.
السمنة
تتسبب زيادة الوزن في كثرة إفراز بعض المواد الكيميائيّة في البول والتي تُسهم في تكوين الحصى كما أنّها قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك.
تناول الأدوية والمُكملات
تؤدي تناول بعض الأدوية مثل مضادات التشنجات والمُكملات الغذائيّة الغنية بالكالسيوم أو فيتامين c الذي يزيد خطر تكوّن الحصى نتيجةً لإرتفاع مستويات بعض المعادن في البول.
أعراض الإصابة بحصى الكلى
- احمرار البول (البيلة الدموية) ويحدث عندما تؤدي الحصوات إلى تهيّج أو خدوش في الأنسجة المُبطنة للمسالك البوليّة مما يُسبب نزيفًا بسيطًا يظهر في البول.
- رائحة بول كريهة ناتجة عن عدوى بكتيرية أو تركيز عالٍ للسموم بسبب قلة التبوّل.
- الشعور بالقشعريرة قد يكون مؤشرًا على الإصابة بعدوى مثل المساك البوليّة المُصاحبة لحصى الكلى والتي قد تؤدي إلى الحمى.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ وهذا ينتج عن تحفيز الجهاز العصبي بسبب الألم الشديد الذي ينتج عن تحرك الحصى مما يؤدي إلى رد فعل في الجهاز الهضمي.
- ارتفاع درجة الحرارة وهذا يُعد رد فعل طبيعي للجسم ناتجًا عن مُهاجمة الجهاز المناعي للعدوى.
- كثرة التبوّل وتحدث بسبب تهيّج المثانة أو الحالب نتيجة تحرك الحصى مما يُعطي شعورصا بالرغبة في التبوّل.
- احتباس البول ويُمكن أن يحدث بسبب انسداد جزئي أو كامل في الحالب نتيجة لحصوة كبيرة مما يُعيق من تدفق البول.
- التهاب المسالك البوليّة بسبب التهيّج الذي تُسببه الحصوات أثناء مرورها عبر المسالك البوليّة أو بسبب التهاب مصاحب.
كيف يتم تشخيص الإصابة بحصى الكلى
- اختبارات الدم: يُمكن أن تكشف اختبارات الدم عن وجود زيادة في الكالسيوم أو حمض البوليك في الدم، وتُساعد نتائج اختبار الجم في مراقبة صحّة الكليتين ويُمكن أن توجّه الطبيب نحو التحقق من وجود مشكلة طبيّة أخرى.
- اختبارات البول: يُمكن أن يطلب منك الطبيب جميع عيّنات بول على مدار 24 ساعة وهذا الإختبار يكشف عمّا إذا كان جسمك يفرز كميّات كبيرة من المعادن المُسببة للحصوات أو كميّات قليلة من المواد التي تمنع تكوّنها لهذا اتبع تعليمات الطبيب بعناية فالجدير بالذكر أنَّ جمع البول بالطريقة الصحيحة يُعد عامل أساسيّ لإجراء تعديلات على خطّة العلاج.
- التصوير: تُظهر الإختبارات التصويريّة مثل التصوير المقطعي المُحوسب حصوات الكلى في المساك البوليّة كما أنَّ الفحص المُتقدم المعروف باسم التصوير المقطعي المحوسب عالي السرعة يُساعد في الكشف عن حصوات حمض اليوريك الصغيرة في حين يقل الإعتماد على الأشعة السينيّة البسيطة للبطن نظرًا لمحدوديتها في إظهار حصوات الكلى الصغيرة.
- تحليل الحصوات الخارجيّ: قد يطلب منك الطبيب التبوّل من خلال مصفاة لالتقاط أي حصوات تخرج من جسمك ثم يفحص المختبر التركيب الكيميائيّ لحصوات الكلى لديك، إذ يستخدم الطبيب هذه المعلومات لمعرفة سبب تكوّن حصوات الكلى ووضع خطّة لمنع تكوّن المزيد منها.
علاج الحصوات الكبيرة
1- استخدام الموجات الصوتيّة لتفتيت الحصوات
في بعض الحالات يوصي الإختصاصي بالخضوع لعلاج يُعرف بتفتيت الحصى بموجات صادمة من خارج الجسم لكن هذا يعتمد على حجم الحصوات ومكانها، ويُستخدم إجراء تفتيت الحصى بموجات صادمة من خارج الجسم الموجات الصوتيّة لإحداث اهتزازت قوية تُسمى موجات صادمة تعمل على تفتيت الحصوات إلى فتات صغيرة يُمكن أن تمر في البول، وعادةً ما يستغرق العلاج من 45 إلى 60 دقيقة تقريبًا.
2- إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة الحصوات الكبيرة للغاية من الكلى
تتضمن العملية الجراحيّة التي تُسمى استخراج حصاة الكلية عبر الجلد إزالة حصاة الكلية باستخدام تلسكوبات وأدوات صغيرة يقوم الطبيب بإدخالها من خلال فتحة صغيرة في الظهر أو في الجانب، وخلال هذه العمليّة ستتلقى دواءً يُسمى المُخدر العام الذي يعمل على منع الألم ويجعلك في حالة تشبه النوم أثناء العملية الجراحية ومن المُرجح أن تتعافى في المُستشفى لمدة تتراوح بين يوم وثلاثة أيّام بعد ذلك قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحيّة بهذه العملية الجراحيّة إذا لم يُناسبك تفتيت الحصى بموجات صادمة من خارج الجسم.
3- استخدام المنظار
لإزالة حصوة صغيرة في الحالب أو في الكلى قد يستخدم الجرّاح أنبوبًا رفيعًا مُضاء يُسمى منظار الحالي ويكون الأنبوب مزودًا بكاميرا حيث يُدخل الجرّاح منظار الرحم عبر الإحليل والمثانة إلى الحالب وبمُجرد تحديد مكان الحصوى يُمكن استخدام أدوات خاصة لإلتقاط الحصوة أو تفتيتها إلى قطع تخرج من الجسم مع البول ثم يُدخل الجراح أنبوبًا صغيرًا يُسمى الدعامة في الحالب لتخفيف التورّم والمُساعدة على الشفاء فقد تحتاج إلى تخدير عام أو موضعي أثناء هذا الإجراء.