كل ما تحتاج معرفته عن مرض السل
يقدّم المقال شرحًا شاملًا عن مرض السل، من حيث أسبابه وطرق انتقاله، وأبرز الأعراض التي قد تظهر على المصاب.
السل من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية وأكثرها انتشارًا عبر التاريخ، ورغم التقدّم الطبي ما زال يشكّل تحديًا صحيًا عالميًا، ينتج هذا المرض عن عدوى بكتيريّة تصيب غالبًا الرئتين، لكنه قد يمتد ليؤثر في أعضاء أخرى من الجسم، تتفاوت أعراضه بين السعال المستمر والتعب وفقدان الوزن، وقد يظل كامنًا دون ظهور علامات واضحة لسنوات، في هذا المقال سنتعرّف على كل ما تحتاج معرفته عن مرض السل: أسبابه، طرق انتقاله، أبرز أعراضه، ووسائل التشخيص والوقاية والعلاج المتاحة.
ما هو مرض السل؟
السل أو الدرن أو التَدرَن هو مرض مُعدِ شائع وقاتل في كثير من الحالت تُسببه سلالات مُختلفة من المُتفطرات، عادةً ما يُهاجم السل الرئة ولكنّه يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم وينتقل عن طريق الهواء عند انتقال رذاذ لعاب الأفراد المُصابين بعدوى السل النشطة عن طريق السعال أو العطس أو أي طريقة أخرى لإنتقال رذاذ اللعاب في الهواء، وتُعد مُعظم الإصابات لا عرضيّة وكامنة لكن واحدة من بين كل عشر حالات كامنة ستتطوّر في نهاية المطاف إلى حالة عدوى نشطة والتي إذا تُركت دون علاج تتسبب في وفاة أكثر من 50% من المُصابين بها.
أنواع مرض السل
1- السل الكامن
أغلب الأشخاص الذين يتعرّضون لجرثومة السل لا تظهر لديهم أيّة أعراض إطلاقًا نظرًا لأنَّ هذه الجرثومة تستطيع العيش بشكلٍ كامن في الجسم لفتراتٍ زمنيّة طويلة جدًا، لكن في حال ضعف الجهاز المناعي تستفيق الجرثومة لتُصبح نشيطة وفعّالة لتُسبب تلف وموت أنسجة العضو الذي تُهاجمه.
2- السل النشط
مرض السل النشط هو مرض فتّاك إذا لم تتم مُعالجته بالطريقة المُناسبة وبما أنَّ الجرثومة التي تُسبب ظهور مرض السل تنتقل عن طريق الهواء فمرض السل يُعد مُعديًا جدًا ولكنّه من المُستحيل الإصابة بالعدوى نتيجة لقاء اجتماعي لمرة واحدة مع شخص مُصاب بمرض السل إذ يتحتّم تعرضه للجرثومة بشكلٍ دائم أو العيش أو العمل مع شخص مُصاب بمرض السل بصورته النشطة.
3- السل المُقاوم لأدويّة مُتعددة
يتحوّل السل في حالته الكامنة إلى حالته الفعّالة لذا فإنّه من المُفضّل إعطاء العلاج الدوائيّ للأشخاص الذين لا تظهر لديهم أيّة أعراض مرضيّة وذلك لأنَّ العلاج الدوائيّ يستطيع التخلّص من الجراثيم الكامنة في الجسم قبل أن تتحوّل إلى حالتها الفاعلة.
تشخيص مرض السل
1- اختبارات السُّل
يطلب منك الطبيب إجراء الفحوصات الطبيّة في حال الإشتباه في الإصابة بمرض السُّل، واحتمال مُخالطتك لشخصٍ مُصاب بمرض السُّل النشط أو إذا كانت لديم مخاطر صحيّة مُرتبطة بمرض السُّل النشط.
2- اختبار الجلد
في هذا الإختبار يتم حقن كميّة ضئيلة من مادة تُسمى التوبركولين تحت الجلد مُباشرةً في الجُزء الداخليّ من ساعدك وخلال فترة تتراوح من 48 ساعة إلى 72 ساعة يفحص الطبيب ذراعك للكشف عن وجود تورّم مكان الحقن ويُستخدم حجم جزء الجلد المُرتفع لتحديد نتائج الإختبار الإيجابيّة أو السلبيّة، وهذا الإختبار يتحقق من وجود رد فعل لجهازك المناعيّ تجاه داء السُّل إو إذا كان قد أنتج جسمًا مُضادًا له.
3- اختبارات الدم
يتم إرسال عيّنة من الدم إلى المُختبر ويكشف أحد الإختبارات المخبريّة ما إذا كانت بعض خلايا الجهاز المناعي يُمكنها التعرّف على داء السل وتُشير نتيجة الإختبار الإيجابيّة إلى أنك مُصاب بعدوى السُّل الكامن أو داء السُّل النشط ويُمكن أن تُساعد الإختبارات الأخرى لعيّنة الدم على تحديد ما إذا كُنت مُصابًا بمرض نشط.
4- الأشعة السينيّة
يُمكن أن يُظهر تصوير الصدر بالأشعة السينيّة بُقعًا غير مُنتظمة في الرئتين وهي من العلامات النموذجيّة لداء السُّل النشط.
5- تحاليل البلغم
قد يأخذ الطبيب عيّنة من المُخاط الذي يخرج عند السُعال ويُسمى أيضًا البلغم، فإذا كنت مُصابًا بداء السُّل النشط في الرئة أو الحنجرة يُمكن للفحوصات المخبريّة الكشف عن وجود البكتيريا، ويُمكن للفحص المُختبري السريع معرفة ما إذا كانت البكتريا نوعًا من البكتيريا المُقاومة للأدوية.
أعراض مرض السل
- السُعال لمدّة ثلاثة أو أربعة أسابيع.
- السُعال المصحوب بدم أو مُخاط.
- ألم في الصدر أو ألم أثناء التنفّس أو السُعال.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- الإرهاق
- الحُمّى
- التعرّق الليلي
- القشعريرة
- فقدان الشهيّة