مرض الساد (الماء البيضاء): الأسباب والعلاج
تعرف على مرض الساد (الكتاركت) وأسبابه، أعراضه، وطرق علاجه الحديثة للحفاظ على صحة العين.
تخيل أن رؤيتك للعالم تبدأ بالتشوش تدريجيًا، وكأن ضبابًا خفيفًا يغطي كل ما تراه هذا هو ما يعيشه المصاب بمرض الساد (الكتاركت) يُعدّ هذا المرض من أكثر مشكلات العين انتشارًا، إذ يؤثر في وضوح الرؤية ويجعل الأنشطة البسيطة كقراءة كتاب أو قيادة السيارة تحديًا حقيقيًا، في هذا المقال، نأخذك في جولة طبية مبسطة للتعرّف إلى أسباب الساد، علاماته التحذيرية، وخيارات العلاج الحديثة التي تساعد على استعادة صفاء النظر وجودة الحياة.
ما هو الساد؟
الساد أو الكاتاراكت أو السُدّ أو الماء البيضاء أو عتامة العين أو إعتام عدسة العين هو مرض يُصيب عدسة العين الطبيعيّة القائمة خلف الحدقة فيعتمها ويفقدها شفافيتها مما يُسبب ضعفًا في البصر دون أي وجع أو أي ألم ويُعاني المُصاب بالساد من تحسسّة للإنارة القوية مع ضعف في النظر في ساعات الليل وقد يُصيب عينًا واحدة أو كِلا العينين سويةً ويختلف مرض الساد عن الزرق الذي يؤدي إلى تلف العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين ويكون علاجه بوسائل أخرى كالقطرات والليزر والجراحة وغالبًا ما يتطوّر هذا المرض بصورة بطيئة، وينتج الساد عن تقدّم العمر ويُمكن أن يحدث أيضًا بسبب التعرّض للصدمات، الإشعاع وإجراء عمليّات جراحيّة بسبب مشاكل أخرى في العين وقد يولد الشخص ومعه الساد وتتضمّن عوامل الخطورة مرض السكري، التدخين، والتعرّض لأشعة الشمس لوقتٍ طويل.
أعراض مرض الساد
- رؤية ضبابيّة مشوّشة أو خافتة.
- صعوبة مُتزايدة في الرؤية في الليل.
- حساسيّة للضوء.
- هالات حول مصادر الضوء.
- الحاجة إلى إضاءة أقوى للقراءة أو القيام بأعمال أخرى.
- تغيير النظّارات أو العدسات اللاصقة بشكلٍ مُتكرر وبوتيرة عالية.
- تحوّل الألوان إلى ألوان باهتة أو مائلة إلى الصنفرة.
- رؤية مُزدوجة في عين واحدة.
أسباب مرض الساد
- أسباب خلقيّة إذ يُمكن أن يولد الطفل مُصابًا باعتام عدسة العين ويُعرف هذا النوع من الساد بإعتام عدسة العين الخلقي.
- التعرّض لصدمة مُباشرة في العين.
- تعرّض العين لمواد كيميائيّة حمضيّة أو قاعديّة.
- التعرّض الطويل الأمد للأشعة فوق البنفسجيّة.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- استخدام بعض أنواع الأدوية.
أنواع مرض الساد
1- ساد نووي
يتكوّن الساد النووري في مركز العدسة في المراحل الأولى وبما أنَّ العدسة تتغير الطريقة التي تتبأر بها فقد تنشأ حالة من قصر النظر أو قد يطرأ تحسن مؤقت في الرؤية خلال القراءة مما يلغي حاجة البعض إلى النظّارات لكن هذا الوضع يتبدّل ويزول بعد حين لأنَّ العدسة تأخذ بالإصفرار تدريجيًا فتصبح الرؤة أكثر ضبابيّة، حتى يُصبح لون العدسة بنيًا حتى حيال تطور الساد وتفاقمه وقد تُصبح الرؤية في الضوء الخافت أو قيادة السيارة في ساعات الليل مُهمة إشكاليّة تنطوي على صعوبة كبيرة وخطر غير قليل.
2- ساد قشري
يبدأ الساد القشير كبقع غير واضحة على شكل خطوط على الجزء الخارجيّ من قشرة العدسة وينتشر ببطء وتنتشر الخطوط باتجاه المركز فتُعيق عبور الضوء في مركز العدسة ويُعاني المُصابون بهذا النوع من الساد من الإحساس بالإبهار عامةً.
3- ساد تحت المحفظة
يبدأ كمنطقة صغيرة مسدودة مُباشرة تحت المحفظة أي الطبقة الخارجيّة مُباشرةً ويتكوّن عادةً في منطقة قريبة من ظهر العدسة تحديدًا في المسار الذي يمر الضوء من خلاله في طريقه إلى الشبكيّة وهذا النوع من الساد قد يُسبب مشاكل في القراءة ويُضعف القدرة على القراءة في الضوء القوي ويؤدي إلى الشعور بهالات حول مصادر الضوء في الليل.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالساد
- السن
- مرض السكري
- تاريخ عائليّ من الإصابة بالساد.
- إصابات أو التهاابات سابقة في العينين.
- عمليّات جراحيّة في العينين.
- استخدام الكورتيكوستيرويدات بشكلٍ متواصل.
- التعرّض المُفرط لأشعة الشمس.
- التعرّض إلى إشعاع مُؤَيِّن.
- التدخين
ما هو علاج مرض الساد.؟
العلاج الذي يودي بنتائج لمريض الساد هو إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة العدسة الضبابيّة وعادةً ما يتم خلال هذه العمليّة أيضًا زرع عدسة شفّافة جديدة وقد تتم إزالة الساد في بعض الأحيان دون زرع عدسة جديدة، وفي هذه الحالات يُمكن إصلاح الرؤية من خلال النظّارات أو العدسات اللاصقة فعمليّات الساد الجراحيّة عادةً ما تُسجل نجاحًا في 95% من الحالات.
وفي الوقت الراهن أصبح يوصى بإجراء هذه الجراحة فور بدء الساد بالتأثير على الحياة أو على قدرة الإنسان المُصاب على القيام بالأنشطة الروتينيّة.
يتم إجراء جراحة الساد عادةً في كل واحدة من العينين على حدى في عيادات خارج المستشفيات تحت التخدير الموضعي ويتم التشافي سريعًا في أحيانٍ عديدة يمكن العودة إلى ممارسة النشاط الروتيني في ليلة اليوم الذي أُجريت فيه العملية، وبالإمكان قيادة السيارة في اليوم التالي للعملية بعد الفحص.