أهميّة الرضاعة الطبيعيّة للأم والطفل
يُوضّح المقال فوائد الرضاعة الطبيعيّة للأم والطفل من الناحية الصحيّة والنفسيّة، ولماذا تُعدّ الخيار الأمثل خلال الشهور الأولى من حياة الطفل.
عندما تحتضنين طفلك للمرة الأولى، تدركين أن كل لحظة قادمة ستصنع فرقًا في رحلته الصغيرة ومن بين أهم هذه اللحظات، تبدأ الرضاعة الطبيعيّة كخطوة دافئة تجمع بين الحب والغذاء في آنٍ واحد، فهي ليست مجرد مصدر للطاقة والنمو، بل وسيلة تمنح طفلك مناعة أقوى، وراحة أكبر، وقربًا أعمق منك وفي المقابل، تقدم لك فوائد صحيّة ونفسيّة تدعمك في مرحلة ما بعد الولادة في هذا المقال، نفتح أمامك بابًا لفهم أهميّة هذه التجربة الفريدة، وكيف يمكن لها أن تمنحك أنتِ وصغيرك بداية أقوى وأجمل.
ما هي الرضاعة الطبيعيّة؟
الرضاعة الطبيعيّة هي الوسيلة الطبيعيّة لتوفير العناصر الغذائيّة الأساسيّة والمُتزنة لنموّ الرضيع عن طريق حليب الثدي، ويوصي الأطباء بضرورة البددء بإرضاع الطفل رضاعة طبيعيّة خلال الساعات الأولى من الولادة ليكتسب الطفل حليب اللبأ الغنيّ بالعناصر الغذائيّة والأجسام المُضادة التي تمد الطفل بالمناعة المُكتسبة، كما تنصح مُنظمة الصحة العالميّة بأن تكون مدة الرضاعة 6 أشهر، إلا أنَّ مدة الرضاعة تختلف باختلاف المناطق والثقافات فهُناك من يوقف الرضاعة مدة بسيطة بعد الولادة ومنهم من يستمر في الإرضاع حتى 24 شهرًا.
فوائد الرضاعة الطبيعيّة للطفل
- المُساعدة على مُقاومة الفيروسات والبكتيريا إذ يحتوي حليب الأمّ على أجسام مُضادة تُساعد على التصدّي للفيروسات والأمراض.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض بما في ذلك التهاب الأذن الوسطى والتهاب الجهاز التنفسيّ ونزلات البرد والتهابات الأمعاء ومُتلازمة موت الرضيع المُفاجئ والإضطرابات الهضمية ومرض السكري وسرطان الدم.
- توفير التغذية المثاليّة للطفل لأنَّ حليب الأم يحتوي على كل العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الطفل خلال الستة أشهر الأولى من عمره فتكوين الحليب يتغير وفقًا لإحتياجاته المُتغيرة.
- الحفاظ على وزن صحي للرضيع ومنع الإصابة بسمنة الأطفال في المراحل التالية من الطفولة.
- تعود الرضاعة الطبيعيّة بفوائد إيجابيّة على نموّ الدماغ على المدى الطويل.
فوائد الرضاعة الطبيعيّة للأمّ
- تُساهم الرضاعة الطبيعيّة في فقدان الوزن بعد الولادة فمن المُحتمل أن تشعرين بتأثير واضح لحرق الدهون مُقارنةً بالأمهات غير المرضعات ومع ذلك من المُهم أن نُلاحظ أن الفرق في فقدان الوزن لا يكون كبيرًا.
- الرضاعة الطبيعيّة تُساعد على انقباض الرحم، حيث أشارت الدراسات إلى أنَّ الأمهات اللاتي يُرضعن طبيعيًا يُعانين من نزيف أقل بعد الولادة وعودة الرحم لحجمه الطبيعيّ بشكلٍ أسرع.
- الرضاعة الطبيعيّة تُقلل من خطر الإصابة بالإكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات ومع ذلك قد تجد بعد الأمهات اللواتي يُعانين من الإكتئاب ما بعد الولادة يُواجهن تحديات في الرضاعة الطبيعيّة وعادةً ما يرضعن لفترة أقصر.
- تُقلل الرضاعة الطبيعيّة من خطر الإصابة بالأمراض وتوفّر حماية ضد سرطان الثدي ومختلف الأمراض فمدة الرضاعة الطبيعيّة مرتبطة بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض لدى النساء.
- الرضاعة الطبيعيذة توقف الإباضة والدورة الشهرية مؤقتًا وهذا بدوره يُقلل من فرص الحمل ويترك فجوة طبيعيّة بين الحملين.
نصائح للرضاعة الطبيعيّة
- استعدي للرضاعة وابقي هادئة ومُسترخية، ويُمكنك الحصول على بعض الماء أو العصير واستخدام وسادتين أو ثلاثة للمُساعدة في دعم الطفل أثناء الرضاعة.
- ابحثي عن وضعيّة مُريحة لكِ والطفل وتأكدي من أنَّ رأس طفلك وصدره مُستقيمان باتجاه صدر الأمّ ومن الأفضل تبديل الثدي في كل جلسة إرضاع.
- الإستمرار في الرضاعة حتى يحصل الطفل على الكميّة الكافية من الحليب حيث يستمر ذلك لمدة 15 دقيقة على الأقل.
- التأكد من تجشؤ الطفل بعد كل مرة يرضع فيها.
- يجب استشارة الطبيب في حال الإستفراغ المُتكرر للطفل وعدم تقبله لحليب الأمّ للتأكد من صحّته وعدم إصابته بحساسيّة من الحليب.
- تناول وجبات غذائيّة صحيّة ومُتوازنة للحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها الأم أثناء الرضاعة الطبيعيّة.
- الإستمرار في تناول المُكملات الغذائيّة التي كانت تتناولها قبل الولادة وقد تحتاج إلى تناول سعرات حراريّة إضافيّة.
صعوبات الرضاعة الطبيعيّة
- نوم الطفل أثناء الرضاعة الطبيعيّة.
- انسداد القنوات اللبنية في الثدي.
- تقيؤ الطفل بعد كل مرة يرضع فيها.
- شقق أو التهاب حلمات الثدي أو إصابتها بالفطريات.
- ضعف أو زيادة تدفّق الحليب من الثدي.
- حاجة الطفل إلى الإرضاع عدّة مرات خلال اليوم.
- شعور الأم بالألم أثناء الرضاعة.
المفاهيم الخائطة حول الرضاعة الطبيعيّة
القلق بشأن عدم كفاية إنتاج الحليب الطبيعي في الأيام الأولى
في الأيام الأولى من الولادة يتم انتاج الحليب الذي يُعرف بالكولوستروم، إذ يحتوي هذا الحليب على العناصر الغذائيّة الضروريّة ويوفّر كل ما يحتاجه الطفل.
لا يجب الخلط بين الرضاعة الطبيبعيّة والحليب الصناعي
بالرغم من أنَّ العديد من النساء يهدفن إلى الرضاعة الطبيعيّة إلا أنَّ بعض الأمهات قد يضطرن إلى تغيير الخطة فلا بأس بدمج الرضاعة الطبيعيّة مع الرضاعة الصناعيّة لتغذية طفلك.
يجب عليكِ التوقّف عن الرضاعة الطبيعيّة عندما يبدأ طفلكِ في التسنين
بالرغم من أنَّ الأسنان الجديدة قد تكون قلقًا للأمّهات الراضعات إلا أنَّ ليس جميع الأطفال يعضّون أثناء الرضاعة فعادةً ما تُشير العضة إلى انتهاء الرضاعة.
الرضاعة الطبيعيّة مؤلمة
الرضاعة الطبيعيّة ليست مؤلمة ولكن من الطبيعي أن تشعري بالحساسيّة في الثديين خلال الأيام الأولى أثناء التكيّف مع الرضاعة فإذا كنتِ تشعرين بأي توتر يُنصح بالتشاور مع مُستشاري الرضاعة.