قد تمرّ بعض الأمهات بظروف تجعل الرضاعة الطبيعيّة صعبة أو غير ممكنة، وهنا تظهر الرضاعة الصناعيّة كخيار آمن وعملي يضمن حصول طفلك على حاجته من التغذيية فحليب الأطفال المدعّم اليوم يُوفّر عناصر غذائيّة متوازنة تدعم النمو وتسهّل على الأم تنظيم مواعيد تغذية طفلها براحة أكبر، في هذا الدليل الشامل، نتعرّف معًا على أهم فوائد الرضاعة الصناعيّة، ومتى يمكن اعتمادها، وكيف تختارين الحليب الأنسب لطفلك لتبدئي رحلتك بثقة واطمئنان.

ما هي الرضاعة الصناعيّة؟

الرضاعة الصناعيّة هي عمليّة إطعام الطفل باستخدام حليب الأطفال الصناعي كبديل لحليب الأمّ أو مُكمّل له في حال عدم كفاية حليب الأم أو لأسبابٍ أخرى ويتم تحضيره وفقًا للمعايير المُعتمدة من قبل الجهات الصحيّة فيكون مُخصصًا للأطفال حتى سن الستة أشهر وغالبًا ما يُصنّع من حليب الأبقار المُعدل أو حليب الصويا وبالرغم من احتوائه على المُغذيات الضروريّة لنموّ وتطوّر الطفل فإنّه يفتقر للمواد المُضادة للبكتيريا والمواد الحيويّة النشطة التي توجد في حليب الأمّ.

ما هي مكونات الحليب الصناعي؟

يتكوّن الحليب الصناعي من مكونات لها دور كبير في تعزيز المناعة وتحسين صحّة القلب والأوعية الدموية والنموّ العصبي والتمثيل الغذائيّ للطفل ومن هذه المكونات

1. الكربوهيدرات: الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للطاقة وتنقسم إلى نوعين رئيسيين ألا وهُما؛ الكربوهيدرات الغلايسيمية التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل اللاكتوز والكربوهيدرات غير الغلايسيمية التي تُمثل غذاءً للبكتيريا النافعة في الأمعاء وتدعم صحّة الأمعاء وتُعزز من نمو البكتيريا النافعة مثل السكريات قليلة التعدد في حليب الأم.
2. البروتينات: تدعم البروتينات نمو وتطوّر الرُضّع وتُقدّر نسبتها في الحليب الصناعي من 1.3-1.5 غرام/100مل ومصدرها من حليب الأبقاء أو حليب الماعز أو مُهدرجة خاصةً للأطفال الذين يُعانون من الحساسيّة.
3. الدهون: تُقوي الدهون المناعة وتُقلل من مُعدل الإصابة بالحساسيّة وأمراض الجهاز التنفسيّ نظرًا لإحتوائها على أحماض دهنيّة أساسيّة مثل حمض الأراكيدونيك وحمض الدوكوساهيكساينويك.
4. الفيتامينات: من أبرز الفيتامينات التي يحتوي عليها الحليب الصناعي فيتامين أ وفيتامين ب 12 وفيتامين ه وفيتامين ج التي تدعم نموّ وتطوّر الجهاز المناعيّ.
5. المعادن: من المعادن التي تحتوي عليها الحليب الصناعي؛ الكالسيوم، الفسفور، والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد التي تُضاف بتراكيز مُعينة حتى لا تؤثر سلبًا في صحّة الرضيع.
6. البروبيوتيك: تُحفّز البروبيوتيك نموّ وتفاعل البكتيريا النافعة في الأمعاء مما يُقلل إصابة الرضيع بالتهابات الأمعاء والإسهال.

مميزات الرضاعة الصناعيّة

• يستطيع أي فرد من أفراد الأسرة من إطعامه عن طريق زُجاجة الرضاعة الصناعيّة عندما تكون الأمّ بعيدة عنه وذلك يعطي الفرصة لباقي أفراد الأسرة للإتصال مع الطفل أثناء الرضاعة.
• يُمكن تحديد كميّة الحليب التي يتناولها الطفل في كل رضعة.
• الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي يحتاجون إلى عدد مرّات أقل من الرضاعة مُقارنةً بالأطفال المُعتمدين على الرضاعة الطبيعيّة لأنَّ حليب الأم يتم هضمه وامتصاصه وخروجه من المعدة في وقت أقل من الألبان الصناعيّة فيشعر الطفل بالجوع بسرعة.
• عند استخدام الحليب الصناعي تستطيع الأم اتباع الأنظمة الغذائيّة دون القلب من التأثير الذي سيقع على الرضيع.

الجدول الزمني للرضاعة الصناعيّة

• أول أسبوعين من عمر الطفل: يُنصح بإعطاء الطفل 15 ملل من الحليب في كل رضعة في الأيام الأولى ثم 30-90 ملل وذلك كل ساعتين إلى ثلاث ساعات ويحذر إعطاء الطفل طعامًا آخر غير الحليب.
• من أسبوعين إلى شهرين: يُنصح بإعطاء الطفل (60-120) ملل من الحليب في كل رضعة وذلك كل ثلاث إلى أربع ساعات ويحذر إعطاء الطفل طعامًا آخر غير الحليب.
• من أربعة أشهر إلى ستة أشهر: يُنصح بإعطاء الطفل (120-240) ملل من الحليب في كل رضعة وذلك كل أربع إلى خمس ساعات ويُمكن إضافة الطعام بجانب اللبن فقط إذا كان الطفل قادرًا على حمل رأسه وإذا كان وزنه على الأقل 5,9 كيلو جرامًا.
• من ستة أشهر إلى سنة: يُنصح بإعطاء الطفل 240 ملل من الحليب في كل رضعة وذلك كل أربع إلى خمس ساعات ويُمكن إضافة الطعام مع الإستمرار في الرضاعة ويُفضل البدء في الأطعمة الخفيفة مثل الفواكة والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة ويتم إدخال طعام واحد جديد في كل مرة.

نصائح هامّة عند استخدام الرضّاعة لإطعام الطفل حليب صناعي

• تعقيم زُجاجة الحليب جيدًا قبل وضع الماء والحليب الصناعي داخلها.
• استخدام الملعقة المُرفقة مع عبوة الحليب لضمان تحضير الجرعة الصحيحة للطفل.
• تجنّب إضافة الماء الزائد لكميّة الحليب في الرضّاعة، إذ تُشير الدراسات أنَّ التخفيف المُفرط للحليب الصناعي قد يُلحق الضرر بصحة الرضيع.
• عدم إضافة حبوب الطعام الخاصة بالرُضّع لزجاجة الحليب الصناعي فهي مُخصصة كأطعمة تكميليّة ولا يجب استخدامها في الرضّاعة.
• تحضير الحليب باستخدام ماء مغلي بدرجة حرارة 70 درجة مئويّة على الأقل لقتل البكتيريا المُسببة للعدوى من ثُمَّ تبريده حتى درجة حرارة مُناسبة للرضاعة كما يُوصى بتحضير كل وجبة على حِدى عند الحاجة.
• استخدم الغلّاية لتسخين الماء بدلاً من آلات تحضير الحليب الصناعي التي قد لا تصل لدرجة الحرارة المطلوبة لقتل البكتيريا الموجودة في الحليب الصناعي.

ما هي الوضعيّة الصحيحة للرضاعة الصناعيّة؟

1- الوضعية المُستقيمة

يُمكن تطبيق هذه الوضعيّة من خلال القيام بجلوس الطفل في وضع مُستقيم على ركبتيك باتجاهك واستخدام اليد اليُسرى لدعم رأس الطفل وكتفيه وهذا يسمح ليدك اليُمنى بحمل الزجاجة في فم الطفل.

2- زجاجة الرضاعة الجانبيّة

يُمكن تطبيق هذه الوضعيّة من خلال الجلوس بشكلٍ مُريح مع ضم ركبتيك معًا لخلق مكان لطفلك ويجب أن تكون قدميك على كرسي لخلق وضع مُرتفع ويُمكن استخدام وسادة لمزيد من الراحة إذا لزم الأمر، ومن ثم وضع طفلك في حضنك على جانبه ويجب أن يكون رأسه على ركبتيك ورجليك نحوك، مع الحرص على أن تكون رقبة طفلك وعموده الفقري في محاذاة طبيعيّة مُستقيمة ويجب ثني وركيه.

3- وضع الطفل بين ذراعيك

في هذه الطريقة يتم وضع رأس الطفل في ثنية ذراعك بينما تمسك رأسه وصدره بميل طفيف بالقرب من صدرك.

4- استخدام الوسادة

يُمكن أن تكون وسادة الرضاعة مُفيدة في الحفاظ على صدر الطفل ورأسه بزاوية مُناسبة للرضاعة.

5- وضعية الجلوس

هذه الوضعيّة تعمل بشكلٍ جيّد مع الأطفال الذين يُعانون من الغازات المؤلمة أو الإرتجاع الحمضي، لا عليكِ سوى أن تجلسي الطفل في حضنك حتى يكون في أكثر وضع استقامة، دع رأسه يرتاح على صدرك أو في ثنية ذراعك.